responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 16  صفحه : 108

و ثلاثمائة، و سمع أبا عمر بن مهدي، و أبا الحسن بن الصلت، و أبا الحسين [1] بن بشران، و غيرهم، و كان أوحد أهل زمانه في فعل المعروف، و القيام بأمور العلم، و النصرة لأهل السنة، و القمع لأهل البدع، و افتقاد المستورين بالبر، و دوام الصدقة، و كان إذا وصل أحد وصله سرا [2] حيث لا يراه أحد، فإذا شكره المعطي قال: إنما أنا في هذه العطية وسيط و ليست من مالي، و لما انحدر البساسيري إلى واسط أخذ ابن يوسف معه فنزل على رجل طحان، فلما رحل عنه أعطاه شيئا ثم مضت مدة فركب [3] الطحان ديون، فقصد بغداد و دخل على ابن يوسف فأكرمه، و أفرد له حجرة، و كساه و أمر بعض غلمانه [4] أن يسأله سبب قدومه فأخبره، فحدّث ابن يوسف بذلك، فأرسل رجلا إلى واسط و اكترى له سفينة، و حمل فيها ما يصلح حمله من الفواكه و التحف و كسوة كبيرة، و أعطاه مائتي دينار و قال له: ناد في الجامع من له دين على فلان فليحضر و معه وثيقته، فإذا حضروا فعرفهم فقره، و إن رجلا أقرضه شيئا ليصالحوه على بعض ديونهم. ففعل ذلك، و أشهد عليهم بالقبض، و حمل تلك التحف إلى بيت الطحان، و عاد الطحان فظن أن ابن يوسف قد نسيه، فأحضره و سأله عن سبب قدومه فأخبره الوثائق، و أعطاه مائة دينار.

55/ ب قال/ المصنف رحمه اللَّه: قرأت بخط أبي الوفاء بن عقيل قال: كان أبو منصور بن يوسف عين زماننا، و كان قد انتقد أهل زمانه فاستعمل كل واحد منهم فيما يصلح لهم، فاستعمل للحجر و الباعة أفره من وجد من الأحداث الأقوياء الشطار، فما قهر على رأي و لا كسر له غرض في بيع، و استعمل في إقامة الديانة الحنابلة مشايخ أفراد زهاد متنزهين عن معاشرة السلاطين و مكاثرة أبناء الدنيا يقصدون و لا يقصدون، العوام تعظمهم و تحبهم، و السلاطين توقرهم، و أخذ بالعطاء و الكفاية [5] أصحاب‌


[1] في الأصل: «أبا الحسن».

[2] في ص: «و كان إذا وصله أحد وصل في سر».

[3] في الأصل: «فركبت».

[4] في ص: «بعض أصحابه».

[5] في الأصل: «بالكفاية و العطاء».

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 16  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست