نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 16 صفحه : 102
[هبوب ريح حارة]
و في شعبان: هبت ريح حارة فقتلت بضعة عشر نفسا كانوا مصعدين من واسط، و خيلا كثيرة، و أهلكت ببغداد شجر الأترج و الليمون.
[احتراق تربة معروف الكرخي]
و في ليلة الأحد سلخ [1] شعبان، احترقت تربة معروف الكرخي، و كان السبب أن 52/ ب القيم بها كان مريضا فطبخ له شعير، فبعدت النار/ إلى خشب و بواري هناك، و ارتفعت إلى السقوف، فأتت على الكل فاحترقت القبة و الساباط، و جميع ما كان، ثم أمر القائم بأمر اللَّه بعمارة المكان.
[لحق الدواب موتان]
و في شوال: لحق الدواب موتان، و انتفخت رءوسها و أعينها، حتى كانوا يصيدون حمر الوحش بأيديهم فيعافون أكلها، و وقع عقيب [2] ذلك بنيسابور و أعمال خراسان الغلاء الشديد، و الوباء المفرط، و كذلك بدمشق، و حلب، و حران.
و في هذه السنة: قبل قاضي القضاة [أبو عبد اللَّه] [3] الدامغانيّ شهادة الشريف أبي الحسن محمد بن علي بن المهتدي، و أبي طاهر عبد الباقي بن محمد البزار.
و في يوم السبت عاشر ذي القعدة: جمع العميد أبو سعد القاضي الناس على طبقاتهم إلى المدرسة النظامية التي بناها نظام الملك ببغداد للشافعية، و جعلها برسم أبي إسحاق الشيرازي بعد أن وافقه على ذلك، فلما كان يوم اجتماع الناس فيها و توقعوا مجيء أبي إسحاق فلم يحضر، فطلب فلم يظهر، و كان السبب أن شابا لقيه فقال: يا سيدنا، تريد تدرس في المدرسة؟ فقال: نعم، فقال: [و] [4] كيف تدرس في مكان مغصوب؟ فغيّر نيّته فلم يحضر، فوقع العدول إلى أبي نصر بن الصباغ فجعل مكانه، و ضمن له أبو منصور بن يوسف أن لا يعدل عنه، و لا يمكّن أبو إسحاق من الإفساد عليه، فركن إلى قوله فجلس، و جرت مناظرة و تفرقا، و أجرى للمتفقهة لكل واحد أربعة أرطال خبز كل يوم، و بلغ نظام الملك فأقام القيمة على العميد، و ظهر أبو إسحاق في مسجد