خروج أبي ركوة و ما جرى له مع الحاكم بمصر [2]. و هذا رجل أموي من ولد هشام بن عبد الملك [و اسمه الوليد] [3]، و إنما كني بأبي ركوة لركوة [4] كانت معه في أسفاره يحملها على مذهب الصوفية، و كان قد لقي الشيوخ و كتب الحديث بمصر و انتقل إلى مكة ثم إلى اليمن ثم عاد إلى الشام، و هو في خلال أسفاره يدعو إلى القائم من ولد هشام بن عبد الملك، و يأخذ البيعة على من يجد عنده انقيادا و قبولا، ثم نزل حلة و صار معلما و اجتمع عنده صبيان العرب و تظاهر بالتنسك [5] و دعا جماعة منهم فوافقوه، ثم أعلمهم أنه هو الإمام الّذي يدعو إليه، و قد أمر بالظهور و وعد النصر فخاطبوه بالإمامة [6]، و لقب نفسه الثائر بأمر اللَّه المنتصر لدين اللَّه من أعداء اللَّه، و عرف هذا بعض الولاة فكتب إلى الحاكم يستأذنه في طلبه قبل أن تقوى شوكته، فأمره باطراح الفكر في أمره لئلا يجعل له سوقا، و كان يخبر عن الغائبات، فيقول انه يكون كذا و كذا ثم لقيه ذلك الوالي في جمع فهزمهم، و حصل من أموالهم ما قويت به حاله، فدخل برقة