أخبرنا القزاز أخبرنا أبو بكر الخطيب قال: قدم هذا الرجل بغداد و أقام فيها مدة يتكلم بلسان الوعظ و يشير إلى طريقة الزهد و يلبس المرقعة و يظهر عزوف النفس عن طلب الدنيا فافتتن الناس به لما رأوا من حسن طريقته و كان يحضر مجلس وعظه خلق لا يحصون و عمر مسجدا خرابا بالشونيزية فسكنه و سكن معه فيه جماعة من الفقراء و كان يعلو سطح المسجد في جوف الليل و يذكر الناس ثم إنه قبل ما كان يوصل به بعد امتناع شديد كان يظهره و حصل له ببغداد مال كثير و نزع المرقعة و لبس الثياب الناعمة الفاخرة و جرت له أقاصيص و صار له تبع و أصحاب ثم أظهر أنه يريد الغزو فحشد الناس إليه و صار معه عسكر كثير و نزل بظاهر البلد من أعلاه و كان يضرب له الطبل في أوقات الصلاة و رحل إلى الموصل ثم رجع جماعة من أتباعه و بلغني أنه صار إلى نواحي آذربيجان و اجتمع له أيضا جمع و ضاهى أمير تلك الناحية و قد كان حدث ببغداد عن أحمد بن محمد بن عمران الجندي و غيره و كتبت عنه أحاديث يسيرة في سنة عشر و أربعمائة و قد حدثني عنه بعض أصحابنا بشيء يدل على ضعفه/ في الحديث، و أنشدني هو لبعضهم.
إذا ما أطعت النفس في كل لذة * * * نسبت إلى غير الحجى و التكرم
[1] انظر ترجمته في: (البداية و النهاية 12/ 56، و فيه: «محمد بن الحسين»).