نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 15 صفحه : 242
فعرض ذلك عليهم فقالوا: نخرج فخرجوا و تجدد الاستقفاء و الفساد و قلد أبو محمد ابن النسوي المعونة لسكون أهل الكرخ إليه ثم خاف فاستعفى و أظهر التوبة ورد أبو الغنائم بن أبي علي، و قد حصلت له هيبة شديدة.
و في ليلة الأربعاء لسبع بقين من ذي القعدة انقض شهاب كبير هال منظره، فلما جاءت ليلة الجمعة وقت العتمة انقض شهاب كأعظم ما يكون من البرق حتى ملأ ضوءه الأرض و غلب ضوؤه المشاعل، و روع من رآه، و تطاول مكثه من وقت انقضاضه إلى وقت انغضاضه زيادة على ما جرت به عادة أمثاله، و قال من لا يعلم: ان السماء انفرجت لعظم ما شهدوا منه.
و في ذي الحجة وقع الموت، فذكر أنه مات في بغداد سبعون ألفا.
ولد سنة ست و ثلاثين و ثلاثمائة، و رحل إلى البلاد و سمع بها الكثير و كتب الكثير، و انتقل من دار إلى دار، فنقل كتبه في ثلاثة و ستين سفطا و صندوقين، و كان إماما ثقة ورعا متقنا متثبتا فهما حافظا للقرآن عارفا بالفقه و النحو، و صنف في الحديث تصانيف، و كان الأزهري يقول: إذا مات البرقاني ذهب هذا الشأن، و قيل له: هل رأيت أنفس منه؟
قال: لا.
أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا أبو بكر بن ثابت، قال: سمعت أبا محمد الخلال ذكر البرقاني فقال: كان نسيج وحده. قال ابن ثابت: و حدثني محمد بن يحيى الكرماني الفقيه قال: ما رأيت في أصحاب الحديث أكثر عبادة من البرقاني.