عود العيارين إلى الانتشار و مواصلة الكبسات/ بالليل و النهار و مضى البرجمي إلى العامل على المأصر الأعلى بقطيعة الدقيق، فقرر معه أن يعطيه في كل شهر عشرة دنانير من الارتفاع و يطلقوا له سميريتين كبيرتين بغير اعتراض، و أخذ عهده على مراعاة الموضع، و واصل البرجمي محال الجانب الشرقي حتى خرب كثير منه، و دخل خان القوارير بباب الطاق فأخذ منه شيئا عظيما، و عبر إلى الجانب الغربي و طلب درب الزعفرانيّ. فمنع أصحابه عن نفوسهم، و تحارس الناس و اجتمعوا طول الليل في الدروب و على السطوح، ثم جد الخليفة و السلطان في طلب العيارين.
و ورد كتاب من الموصل ذكر فيه أن ريحا سوداء هبت بنصيبين فقلعت من بساتينها أكثر من مائتي أصل توتا و عنابا و جوزا و دحت بها على الأرض خطوات، و أنه كان في بعض البساتين قصر مبني بآجر و حجارة و كلس فرمته من أصله، و مطر البلد بعد ذلك مطرا وقع معه برد كبار في أشكال الأكف و الزنود و الأصابع، و ورد الخبر بأن البحر في تلك السواحل جزر نحو ثلاثة فراسخ، و خرج الناس إلى ما ظهر من الأرض يبتغون السمك و الصدف، فجاء الماء و أخذ قوما منهم.
و كان بالرملة زلازل خرج الناس منها بأولادهم و حرمهم و عبيدهم إلى ظهر البلد،