نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 15 صفحه : 229
و كيف كانت الصورة تكون لو جرى من ذلك الجمع نادرة غلط، و هل كان الفائت يستدرك، و الآن فإما رجع معنا إلى الأولى و سلك الطريق المثلى، و إلا فارقنا هذا البلد و دبرنا أمورنا بما يجب.
فقبلا الأرض و أقاما بعض العذر و مضيا إلى الملك/ فأوردا عليه ما سمعاه، و اعتذارهما عنه، فركب يوم الجمعة في زبزبه، و أشعر الخليفة بحضوره للاعتذار، فنزل إليه عميد الرؤساء أبو طالب بن أيوب [و خدم] [1] و قال له: تذكر حضوري للخدمة و تجديد الاعتذار من تلك الخرمة التي لم تكن بإرادة، و وقف حتى رجع بجواب يدل على قبول العذر و شكر ما استونف من الفعل، ثم يمم إلى الميدان بالحلبة، و لعب فيه بالصولجان و عاد في زبزبه.
و في ليلة الجمعة لخمس خلون من ذي القعدة: نقل تابوت القادر باللَّه من دار الخلافة إلى التربة بالرصافة، و اختير هذا الوقت لأجل حضور حاج خراسان في البلد، و اجتمع الأكابر و عليهم ثياب التعزية، و حمل التابوت إلى الطيار، ثم حمل من مشرعة باب الطاق على أعناق الرجال إلى التربة و الجماعة مشاة بين يديه.
و صح عند الناس عدم المياه في طريق مكة و العلوفة فتأخروا و حضر الناس يوم الموكب لخمس بقين من هذا الشهر فأظهر أن أبا الحسن علي بن ميكائيل الوارد من خراسان قد بذل إطلاق ألفي دينار تنفق على طريق مكة فرد الخبر على الخليفة ذلك و أطلقه من خزانته، و خلع على ابن الأقساسي لتقلده النيابة عن المرتضى في الحج.
و ورد الكتاب من البصرة بما جرى على حاج البصرة من أخذ العرب لهم على ثلاثة أيام من البصرة، و أنهم نهبوا و سلبوا و جاعوا، فبعث إليهم الوزير أبو الفرج ابن فسانجس جمالا و زادا و تمرا لحملهم و معاونتهم.