responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 15  صفحه : 228

و في يوم الأربعاء حادي عشر شوال: نزل الملك أبو طاهر من داره على سكر و انحدر في سميرية بمنكور إلى دار الخلافة، و معه ثلاثة نفر من حواشيه، و صعد إلى بستان الدار، و رمى بعض معيناته القصب و دخله، ثم جلس تحت شجرة و استدعى نبيذا فشربه، و أمر الزامر أن يزمر فزمر، و عرف الخليفة ذلك فشق عليه و أزعجه و غلقت أبواب الدار على وجه الاستظهار، ثم خرج إليه القاضي أبو علي ابن أبي موسى، و أبو منصور بن بكران الحاجب، فخدماه و وقفا بين يديه و قالا له: قد سر مولانا السلطان قرب مولاه و انبساطه، و أما النبيذ و الزمر فإنّهما مما لا يجوز في هذا الموضع، فلم يقبل و لا امتنع، و قال لأبي منصور بن بكران: قل لمولانا أمير المؤمنين أنا عبدك، و قد حصل وزيري أبو سعد في دارك و وقف أمري بذلك، و أريد أن يتقدم بتسليمه إليّ، فأراد أبو منصور أن يجيبه فزبره، و قال له: ليس الخطاب معك و لا الجواب عليك، و إنما أنت رسول، فامض و أعد ما قيل لك: فمضى و عاد بجواب يقال فيه: ما نعلم أن الوزير في دارنا و لا ها هنا امتناع عليك/ مما يؤدي إلى صلاح أمرك، فرده. و قال: أريد جوابا محصلا بفعل أو منع، فعاد و قال: الأمر يجري على ما تؤثره، فقال للمختص أبي غانم:

أشهد عليهم بأنهم يسلمون وزيري، فقال له: الأمر لك، و جعلوا يدارونه حتى نزل إلى زبزبه، و أصعد إلى داره، و اجتمع من العامة على دجلة خلق كثير يهزءون بالقول و يخرجون إلى الحرق و معهم سيوف و سكاكين مستورة، فلما كان من الغد استدعى الخليفة المختص أبا غانم، و القائد أبا الوفاء و قال لهما: قد عرفتما ما جرى أمس و أنه أمر زاد على الحد و تناهى في القبح و قابلناه بالاحتمال و الحلم و كان الأولى بجلال الدولة أن يتنزه عن فعله و ينزهنا عن مثله و يتخلق بأخلاق آبائه في مراعاة الخدمة و التزام الحشمة، و يكفي ما نحن محملوه من مجاري الأفعال المحظورة و متحملوه فيها من سوء السمعة و الأحدوثة، فإن جرائر ذلك متعلقة بنا و أوزاره متعدية إلينا، إذ كانت هذه الأمور معصوبة بنا، و إنما فوضناها إلى جلال الدولة إحسانا للظن به، و اعتقادا للجميل فيه، و ليس من حقوق ذلك و ما نفضي عليه من الأسباب المذكورة، و نتجرعه فيها من المرارة الشديدة، أن يرتكب معنا هذه المراكب المستنكرة و يجترئ علينا هذه الجرآت المستمرة، و نعامل حالا بعد حال، و وقتا بعد وقت بما يفارق فيه المراقبة و المجاملة،

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 15  صفحه : 228
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست