نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 15 صفحه : 218
فأما مضى جبل و انقضى * * * فمنك لنا جبل قد رسا
و أنا فجعنا ببدر التمام * * * فقد بعثت منه شمس الضحى
لنا حزن في محل السرور * * * و كم ضحك في خلال الرجا [1]
فيا صار ما أغمدته يد * * * لنا بعدك الصارم المنتضى
و لما حضرناك عقد البياع * * * عرفنا بهداك طرق الهدى
فقابلتنا بوقار المشيب * * * كمالا و سنك سن الفتى
و حضر الأمير أبو محمد الحسن بن عيسى، بن المقتدر من الغد و بايعه و كتب إلى البلاد بأخذ البيعة له، و هم الأتراك بالشغب لأجل رسم البيعة، فتكلم تركي بما لا يصلح في حق الخليفة القائم فقتله هاشمي فثار الأتراك، و قالوا: إن كان هذا بأمر الخليفة خرجنا عن البلد، و إن لم يكن فيسلم إلينا القاتل، فخرج توقيع الخليفة أنه لم يجر ذلك بإرادتنا [2]، و إنما فعله رعاع في مقابلة قول تجاوز به عدوه، و نحن نطلب القاتل و نقيم فيه حد اللَّه تعالى، و لم يركب السلطان إلى البيعة غضبا للأتراك، ثم لجوا في طلب مال البيعة، فقيل لهم: ان القادر لم يخلف مالا فأدى الملك بهاء الدولة من عنده إلى الجند، ثم تقرر الأمر على/ ما قيمته ثلاثة آلاف ألف دينار، فعرض الخليفة عند ذلك خانا بالقطيعة و بستانا و شيئا من أنقاض الدار على البيع، و وزر له أبو طالب محمد بن أيوب، و أبو الفتح بن دارست، و أبو القاسم بن المسلمة، و أبو نصر بن جهير، و كان قاضيه ابن ماكولا، و أبو عبد اللَّه الدامغانيّ.
ذكر طرف من سيرة القائم بأمر اللَّه
[3] كانت للقائم عناية بالأدب و لم يكن يرتضي أكثر ما ينشأ في الديوان حتى يصلح فيه أشياء، و روى الرئيس أبو الحسن علي بن هبة اللَّه بن عبد السلام، عن أبي الفضل محمد بن علي بن عامر الوكيل [4]، قال: دخلت يوما إلى المخزن فلم يبق أحد إلّا