نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 15 صفحه : 212
و فتح محمود قلعة سومنات و هدم البيت الّذي يحجونه و فيه أصنام من الذهب و الفضة مرصعة بالجواهر و قيمة ذلك تزيد على عشرين ألف ألف دينار و كانوا يحملون إلى الصنم ماء من نهر بينه و بينه مائتا فرسخ. و رتبوا ألفا من البراهمة يواظبون على خدمته و يحلقون رءوس زواره و لحاهم و أجروا على ثلاثمائة رجل و خمسمائة امرأة كانوا يغنون للزوار فحاربهم محمود و قتل خمسين ألفا و غنم الأموال، و قبض على أبي طالب رستم بن فخر الدولة أبي الحسن و كتب إلى القادر باللَّه بأنه وجد لأبي طالب زيادة على خمسين امرأة حرة على ما سبق ذكره و خطب لمحمود في الأطراف و عقد على جيحون جسرا و لم يقدر على ذلك أحد قبله و أنفق في سفرته ألفي ألف دينار و لم يحظ بطائل فاتهم وزيره و قال أغرمتني هذا المال فأخذ منه خمسة آلاف ألف دينار و اعتقله، و كان قد عبر في غزوة إلى ما وراء النهر فضمن له أهل سمرقند ألف غلام حتى كف عنهم و كان معه أربعمائة فيل تقاتل، و حمل إليه و هو بغزنة شخصان من النسناس الذين يكونون في بادية نحو الترك،/ و هم على صور الناس في جميع أعضائهم إلا أن أبدانهم ملبسة بالشعر لا يكاد يبين منه [1]، و لهم كلام كصفير الوحش، فقدم لهذين المحمولين خبز و ثريد و لحم، فلم يأكلا، و حملا إلى موضع الفيلة فما خافا و أكلا من الحشيش الّذي يأكلونه. كما يأكل الحمار و تغوطا كما تفعل البهائم و أتراك بلادهم يأكلونهم و يذكرون أنهم أطيب اللحوم لحما، و مرض محمود و كانت علته سوء المزاج و انطلاق البطن و هو على غزواته و نهضاته لا يثنى، فلما اشتد به الأمر أمر بالجواهر التي اقتناها من ملوك خراسان و ما وراء النهر و عظماء الترك و الهند، فصفت في صحن فسيح في قصره و كان قد جمع سبعين رطلا من الجوهر، فلما نظر إليها بكى بكاء متحسر على ما يخلفه، ثم أمر بردها إلى مكانها من القلعة بغزنة، و توفي يوم الخميس لسبع بقين من ربيع الآخر من هذه السنة، و هو ابن ثلاث و ستين سنة، ملك منها ثلاث و ثلاثين سنة، و مات و هو مستند في دسته لم يضع جنبه إلى الأرض، و كان ظاهر أمره التدين و التسنن، و ولي ابنه مسعود مكانه.