نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 15 صفحه : 18
«بسم اللَّه الرحمن الرحيم- من عبد اللَّه أحمد الإمام القادر باللَّه أمير المؤمنين إلى محمد بن عبد اللَّه بن الحسن حين بلا حقائق أخباره استشف مواقع [1] آثاره، و أنهى إلى أمير المؤمنين رسوخه في العلم و سمته بالفهم، فاستخار اللَّه عز و جل فيما يعتمده عليه، و سأله التسديد فيما يفوضه إليه، فقلده الصلاة، و الخطابة على المنابر و القضاء و الحكم ببلاد جيلان أسودها و أبيضها، و ما توفيق أمير المؤمنين إلا باللَّه، عليه توكله و إليه في كل حال موئله، و حسب أمير المؤمنين اللَّه و نعم الوكيل أمره بخشية اللَّه، فإنّها مزية العلماء و مراقبته/ فإنّها خاصة الأدباء، و تقواه ما استطاع، فإنّها سكة من أطاع و جنة من تجاذبه الأطماع، و أن يأخذ لأمر اللَّه أهبته و يعد له عدته، و لا يترخص فيه فيفرط، و لا يضيع وظيفة من وظائفه فيتورط، و أن يستعمل نفسه في المهل، و يؤذنها بقرب الأجل و لا يغرها أنه منتظر، و إن عصى فيغفر، فقد قال اللَّه تعالى: حم تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ غافِرِ الذَّنْبِ وَ قابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ [2].
و أمره بقراءة القرآن و تلاوته و المحافظة عليه و دراسته، و أمره بمداومة الطهر فإنه أمان من الفقر و لا يقنع به في الجوارح، أو أن يكون مثله فيما بين الجوائح. فإن النقاء هناك هو النقاء الّذي يتم به البهاء، و حينئذ تكمل الطهارة، و تزول الأدران، و أمره بمراقبة مواقيت الصلاة للجمع، فإذا حانت سعى إليها، و إذا وجبت جمع عليها بالأذان الّذي يسمع به مؤذنوه الملأ، و الإقامة الّذي يقوم به فرض اللَّه عز و جل، و أمره بالإحسان [في الموعظة] [3] مستقصيا للمناصحة، و أمره بالنداء على المنابر، و في سائر المحافل و المعاقل بالشعار الأعلى و الفرض الأوفى من ذكر دولة أمير المؤمنين، و حث الأمة على طاعته أجمعين، قال اللَّه عز و جل: أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ [4].
و أن يديم التصفح لأحوال البلاد التي ولي فيها ما وليه من قواعد الشريعة، و ليقابل