نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 15 صفحه : 173
يقوم له و يستقبله إذا قصده، فدخل عليه محمود [1] يوما و قال له: قد ضاق صدري كيف قد صرت تكدي؟ فقال: كيف؟ قال: بلغني أنك تأخذ أموال الضعفاء و هذا هو الكدية، و كان محمود قد سقط على أهل نيسابور شيئا فكف عن ذلك. و وقع بنيسابور جرف فأخذ يغسل الموتى (و يواريهم) [2] فغسل عشرة آلاف.
/ وزر لشرف الدولة أبي الفوارس بن عضد الدولة ثم لأخيه بهاء الدولة و كان يحب الخير و العلماء و يميل إلى العدل و يفضل على الناس و إذا سمع الآذان ترك شغله و نهض لأداء الفرض و كان له مجلس نظر يحضر أهل العلم و كان يعطي العلماء و الشعراء و توفي ببغداد في رمضان هذه السنة عن ست و سبعين سنة. و كان أبو علي إسماعيل الموفق يخلف أبا منصور فأتاه بشر بن هارون النصراني فقال له: إني قد هجوت الوزير أبا منصور بأبيات فيها:
قالوا مضيت إلى الوزير * * * فقلت بنظر أم الوزير
يلقى الكرام نعم و أما * * * ذا فيلقى جوف بئر
فقال: لو سمعها منك لحمدت أمرك معه، فقال: ما عليك إن أنشدتها إياه، قال:
ما تؤثر، قال: مائة درهم و عشرة أقفزة حنطة [5]، فدخل على الوزير و قال له: قد أنعمت علي بما تقصر شكري عنه و قد حسدني [قوم] [6] على قربي منك، و قالوا أبياتا على لساني فيك فأخاف أن تصدق ذلك إذا سمعته، فقال: لا تخف فما الأبيات؟ فأنشده إياه فضحك و خرج فكتب له أبو علي بالدراهم و الحنطة على وكيله فدافعه، فكتب إليه: