وزر لبهاء الدولة أبي نصر بن عضد الدولة ثلاث مرات،/ و كان كاتبا شديدا، و ابتاع دارا بين السورين في سنة إحدى و ثمانين و ثلاثمائة، و حمل إليها كتب العلم من كل فن، و سماها دار العلم، و كان فيها أكثر من عشرة آلاف مجلد، و وقف عليها الوقوف، و بقيت سبعين سنة و أحرقت عند مجيء طغرلبك في سنة خمسين و أربعمائة، و وزر لشرف الدولة بن عضد الدولة، و كان عفيفا عن الأموال، كثير الخير سليم الباطن، و كان إذا سمع الآذان ترك ما هو فيه من الأشغال و قام إلى الصلاة، و لم يعبأ بشيء إلا أنه كان يكثر الولاية و العزل، فولى بعض العمال عكبرا فقال له: أيها الوزير كيف ترى أستأجر السمارية مصعدا و منحدرا فتبسم و قال: امض ساكنا.
كان يعظ الناس، و له كتاب صنفه في الوعظ من أبرد الأشياء، و فيه أحاديث كثيرة موضوعة، و كلمات مرذولة لكنه قد كان فيه خير. دخل على القادر في سنة ست و تسعين و ثلاثمائة، فوقف بين يديه و قال: أطال اللَّه بقاء أمير المؤمنين
حدثني فلان عن فلان عن النبي صلى اللَّه عليه و سلّم أنه قال «لكل إمام دعوة مستجابة»
[7] فإن رأى أمير المؤمنين أن يخصني في هذا اليوم بدعوة، فقال له: بارك اللَّه عليك و فيك.
و كان له حشمة عظيمة و محلته حمى يلجأ عليه و كان محمود بن سبكتكين إذا رآه