نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 13 صفحه : 69
مالح ممقور طيبة [1]، و أرغفة سميذ جيدة، و كل ذلك لطيف، و إذا هي جونة [2] تعمل في منزله كل يوم، و تحمل إليه فيأكلها في موضعه من الطيار، و يلازم الخدمة، فلما حملت إلى المقتدر استنظفها فأكل منها و استطاب المالح و الإدام، فكان أكثر أكله منه، و لحقته الأطعمة من مطبخه، فقال: ما آكل اليوم إلا من طعام جعفر الملاح! فأتم أكله منه، و أمر بتفرقة طعامه على من حضر، ثم قال: قولوا له هات الحلواء! فقال: نحن لا نعرف الحلوى! [3] فقال المقتدر: ما ظننت أن في الدنيا من يأكل طعاما لا حلواء بعده! [4] فقال الملاح: حلوانا التمر و الكسب فإن تشأ [5] أحضرته، فقال: [لا] [6] هذا حلوى صعب لا أطيقه، فأحضرونا من حلوائنا، فأحضرت عدة جامات فأكل ثم قال لصاحب المائدة:
اعمل [في] [7] كل يوم جونة تنفق عليها ما بين عشرة دنانير إلى مائتي درهم و سلمها إلى جعفر الملاح تكون برسم الطيار ابدا فإن ركبت يوما على غفلة كما ركبت اليوم كانت معدة، و إن جاء المغرب و لم أركب كانت لجعفر، قال: فعملت إلى أن قتل المقتدر و كان جعفر يأخذها فربما حاسب عليها الأيام و أخذها دراهم و ما ركب المقتدر بعدها على غفلة و لا احتاج إليها.
أنبأنا محمد بن طاهر، قال: أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، عن أبيه، قال: حدثني أبو الفتح أحمد بن علي بن هارون قال: قال: حدثني أبي، قال:
كان [ابن] [8] عمي أبو القاسم يوسف بن يحيى بن علي حسن الإقبال محفوظا، و كانت له داية تسمى «نظم» فخدمت السيدة المقتدر و خصصت [9] بها حتى صارت إحدى