كذلك ذكره أبو بكر الخطيب، و قال أبو عبد الرحمن السلمي: اسمه عبد اللَّه بن محمد أبو محمد النيسابورىّ، كان من ذوي الأموال، فتخلى عنها و صحب الفقراء مثل الجنيد، و أبي حفص، و أبي عثمان، و أقام ببغداد حتى صار شيخ الصوفية. و كان إقامته بالشونيزية، و كانوا يقولون عجائب بغداد ثلاثة: إشارات الشبلي، و نكت المرتعش، و حكايات جعفر الخواص.
أخبرنا [محمد] [2] بن ناصر، قال: أخبرنا [أحمد بن علي بن خلف، أنبأنا] [3] أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت أبا الفرج الصائغ، يقول: قال المرتعش من ظن أن أفعاله تنجيه من النار و تبلغه [الرضوان] [4] فقد جعل لنفسه و لفعله خطرا، و من اعتمد على فضل اللَّه بلغه اللَّه أقصى منازل الرضوان. و قيل له: ان فلانا يمشي على الماء، فقال: أن من مكنه اللَّه من مخالفة هواه فهو أعظم من المشي على الماء [5].
أخبرنا القزاز، قال: أخبرنا الخطيب، قال:/ ذكر محمد بن مأمون البلخي أنه سمع أبا عبد اللَّه الرزاز، [6] يقول: حضرت وفاة المرتعش في مسجد الشونيزية سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة، فقال: انظروا ديوني، فنظروا فقالوا: بضعة عشر درهما، فقال:
انظروا خريقاتي، فلما قربت منه، قال: اجعلوها في ديوني، و أرجو أن اللَّه يعطيني الكفن [7]، ثم قال: سألت [اللَّه ثلاثا عند موتي فأعطانيها، سألته أن يميتني على الفقر،
و انظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 7/ 221، و البداية و النهاية 11/ 192، و طبقات الصوفية 349- 353، و حلية الأولياء 10/ 355، و صفة الصفوة 2/ 211، و نتائج الأفكار القدسية 1/ 189، و الطبقات الكبرى للشعراني 1/ 123، و شذرات الذهب 2/ 317، و فيه: «أبو محمد المرتعش عبد اللَّه بن محمد النيسابورىّ الزاهد»، و اللباب 3/ 121، و الكواكب الدرية 2/ 38، و طبقات الأولياء صفحة 141).