أنبأنا محمد بن أبي القاسم، أخبرنا حمد بن أحمد، أخبرنا [3] أبو نعيم الأصبهاني الحافظ، قال: سمعت أبا محمد بن حيان يقول: كان أحمد بن مهدي ذا مال كثير نحو ثلاثمائة ألف درهم، فأنفقه كله على العلم [4]، و ذكر أنه لم يعرف له فراش أربعين سنة.
و قال ابن حيان: و سمعت أبا علي أحمد بن محمد بن إبراهيم، يقول: قال أحمد بن مهدي: جاءتني امرأة ببغداد ليلة من الليالي، فذكرت أنها من بنات الناس و أنها امتحنت بمحنة، و قالت: أسألك باللَّه أن تسترني، فقلت: و ما محنتك؟ قالت:
أكرهت على نفسي و أنا حبلى، و ذكرت للناس أنك زوجي، و أن ما بي من الحبل منك فلا تفضحني، استرني سترك اللَّه عز و جل فسكت عنها و مضت فلم أشعر حتى وضعت، و جاء امام المحلة في جماعة من الجيران يهنئوني بالولد، فأظهرت لهم التهلل و وزنت في اليوم الثاني دينارين و دفعتهما إلى الإمام، فقلت: ادفع هذا إلى تلك المرأة [5] لتنفقه على المولود فإنه سبق ما فرق بيني و بينها، و كنت أدفع في كل شهر إليها دينارين على يد الإمام، و أقول هذه نفقة المولود إلى أن أتى على ذلك سنتان، ثم توفي المولود فجاءني الناس يعزونني، فكنت أظهر لهم التسليم و الرضا، فجاءتني المرأة ليلة من الليالي بعد شهر و معها تلك الدنانير التي كنت أبعث لها بيد الإمام فردتها، و قالت: سترك اللَّه عز
[1] انظر ترجمته في: (البداية و النهاية 11/ 163، و فيه أحمد بن مهدي بن رميم، و ذكر أخبار أصبهان 1/ 85، و الرسالة المستطرفة 51، و الأعلام، و فيه وفاته سنة 272).