نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 13 صفحه : 232
و لبس الشيخ و عياله الثياب، و دفعت إليهم الصناديق و الخزائن مملوءة بالأمتعة، فاجتاز حامد و الناس قد اجتمعوا كأنه يوم عيد يضجون بالدعاء له، فتقدم حامد إلى الجهبذ بخمسة آلاف درهم يدفعها إلى الشيخ يزيدها في بضاعته، و سار حامد إلى داره.
قال المحسن: حدثني أبو الحسن بن المأمون الهاشمي: أنه وجد لحامد في نكبته التي قتل فيها في بئر لمستراح له أربعمائة ألف دينار [عينا] [1] دل عليها لما اشتدت به المطالبة.
و أخبرني غيره أن حامدا كان عمل حجرة و جعل فيها مستراحا، و كان يتقدم إلى وكيله [2] أن يجيء بالدنانير، فكلما حصل له كيس أخذه ثيابه و قام كأنه يبول، فدخل ذلك المستراح، فألقى الكيس في البئر و خرج [3] من غير أن يصب فيها ماء و لا يبول و يوهم الفراش أنه فعل ذلك، فإذا أخرج قفل المستراح و لم يدخله غيره على رسم مستراحات الملوك، فإذا أراد الدخول فتحه له الخادم المرسوم بالوضوء و ذلك الخادم [المرسوم بالوضوء] [4] لا يعلم السر في ذلك، فلما تكامل المال، قال: هذا المستراح فسد فسدوها [5]، [فسد] [6] و عطل، فلما اشتدت به المطالبة دل عليه فأخرج ما فيه.
و لما عزل المقتدر حامدا قرر مع ابن الفرات أنه لا ينكبه، و قال: خدمنا بغير رزق، و شرط أن يناظر بمحضر من القضاة و الكتاب، و كان قد وقع بينه و بين مفلح الخادم و جرى بينهما [مخاشنة] [7]، فقال حامد: و اللَّه لأبتاعن مائة أسود أجعلهم قوادا، و أسمي كل واحد منهم مفلحا، فأدى عنه مفلح إلى الخليفة ما لم يقله، و أشار بأن ينفذ إلى ابن الفرات، و قال: إن لم يكن [8] في قبضه وقفت أموره، فتقدم الخليفة بذلك و أمر ابن