نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 12 صفحه : 391
فتزودوا من ثعلب فبكأس ما * * * شرب المبرد عن قليل يشرب
وارى لكم أن تكتبوا [1] أنفاسه * * * إن كانت الأنفاس [2] مما يكتب
فليلحقن بمن مضى متخلف * * * من بعده و ليذهبن و نذهب [3]
قال المبرد: خرجت و معي أصحاب لي نحو الرقة، فإذا نحن بدير كبير، فأقبل إليّ بعض أصحابي [فقال]: مل بنا إلى هذا الدير لننظر من فيه، و نحمد اللَّه سبحانه و تعالى على ما رزقنا من السلامة، فلما دخلنا الدير رأينا مجانين مغللين [4]، [و هم] في نهاية القذارة و إذا بينهم شاب [عليه بقية ثياب] [5] ناعمة، فلما بصر بنا قال: من أين أنتم يا فتيان حياكم اللَّه؟ فقلنا: من العراق، فقال: يا بأبي العراق و أهلها! باللَّه انشدوني- أو أنشدكم- فقال المبرد: و اللَّه إن الشعر من هذا لظريف، فقلنا: أنشدنا، فأنشأ يقول:
اللَّه يعلم أنني كمد * * * لا أستطيع أبث ما أجد
روحان لي روح تضمنها * * * بلد [6] و أخرى حازها بلد
وارى المقيمة ليس ينفعها * * * صبر و لا يقوى لها جلد
و أظن غائبتي كشاهدتي * * * بمكانها تجد الّذي أجد
قال المبرد [و اللَّه] إن هذا لظريف، باللَّه زدنا، فأنشأ يقول:
لما أناخوا قبيل الصبح عيرهم * * * و رحلوها فثارت بالهوى الإبل
و أبرزت من خلال السجف ناظرها * * * ترنو إلي و دمع العين منهمل [ (7
و ودعت ببنان عقدها عنم * * * ناديت لا حملت رجلاك يا جمل
و يلي من البين ما ذا حل بي و بهم * * * من نازل البين حان البين و ارتحلوا [ (8