نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 12 صفحه : 237
الأخلاق، اعلم أيها القاضي! اني وجهت إليه البارحة ألف درهم مع غلامي ليستعين بها في بعض أموره فردّها مع الغلام، و قال للغلام: و قل له بأي عين رأيتني، و ما الّذي بلغك من حاجتي و خلتي [1] حتى وجّهت [2] بهذا. فتعجبت من ذلك و قلت له: هات الدراهم، فإنّي أحملها إليه أنا. فدعا بها و دفعها إليّ و قال: ناولني الكيس الأخير، فجاءه بكيس فوزن ألفا أخرى فقال: تيك لنا، و هذه لموضع القاضي و عنايته. فأخذت الألفين و جئت إليه، فقرعت بابه، فخرج و كلمني من وراء الباب و قال: ما رد القاضي؟
قلت: حاجة أكلمك فيها، فدخلت و جلست ساعة، ثم أخرجت الدراهم و جعلتها بين يديه، فقال: هذا جزاء من ائتمنك على سره إنما بأمانة [3] العلم أدخلتك إليّ، ارجع فلا حاجة لي فيما معك.
قال المحاملي: فرجعت و قد صغرت الدنيا في عيني، و دخلت على الجرجاني و أخبرته بما رأيت [4]. فقال: أما أنا [فقد] [5] أخرجت هذه الدراهم للَّه تعالى، فلا ترجع في مالي [أبدا] فليتولّ القاضي [في] [6] إخراجها في أهل الستر [7] و العفاف من المتجملين بالستر و الصيانة على ما يراه، فقد أخرجتها عن قلبي [8].
أخبرنا [عبد الرحمن بن محمد] القزاز أخبرنا [أحمد بن علي] الخطيب حدّثنا [أبو طالب علي بن] [9] يحيى بن علي الدسكري، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ قال:
سمعت علي بن حمزة. قال: سمعت أبا بكر بن داود يقول: سمعت أبي يقول خير الكلام ما دخل الأذن بلا إذن [10].