فاستحسنها الفضل، و أوصلها إلى المعتصم قبل أن يقال في سرمنرأى شيء [2] فأمر لخالد بخمسة آلاف درهم. و دخل على إبراهيم بن المهدي فأنشده:
عاتبت قلبي في هواك * * * فلم أجده يقبل
فأطعت داعيه إليك * * * و لم أطع من يعذل [ (3
لا و الّذي جعل الوجوه * * * لحسن وجهك تمثل
لا قلت إن الصبر عنك * * * من التصابي أجمل
* * *
فأعطاه ثلاثمائة و خمسين دينارا.
قال خالد: و قال لي علي بن الجهم هب لي بيتك:
ليت ما أصبح من رقة * * * خديك بقلبك
فقلت: يا جاهل، هل رأيت أحدا يهب ولده.
أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا أحمد بن علي أنبأنا علي [4] بن طلحة المقرئ، أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران، حدّثنا صالح بن محمد، حدّثنا القعنبي قال: مر خالد الكاتب يوما بصبيان فجعلوا يرجمونه و يقولون: يا خالد، يا بارد. فقال لهم:
ويلكم أنا بارد و أنا الّذي أقول:
سيدي أنت لم أقل سيدي أنت * * * لخلق سواك و الصب عبد
خذ فؤادي فقد أتاك بود * * * و هو بكر ما افتضه قط وجد
كبد رطبة يفتتها الوجد * * * و خد فيه من الدمع خد
أخبرنا القزاز، أخبرنا أحمد بن علي، أخبرنا القاضي أبو حامد الكلواذاني فيما