خراساني الأصل، كان أحد كتاب الجيش ببغداد، و له شعر مدوّن [2]، و عاش دهرا طويلا و اختلط في آخر عمره، فقيل: إن السوداء غلبت عليه، و قيل: بل كان يهوى جارية لبعض الملوك، و لم يقدر عليها، فسمع يوما منشدا ينشد:
من كان ذا شجن بالشام يطلبه * * * ففي سوى الشام أمسى الأهل و الشجن
فبكى حتى سقط على وجهه، ثم أفاق مختلطا، و اتصل ذلك به [3] حتى وسوس، و كان قبل ذلك ينادم علي بن هشام [4]، و سبب ذلك أنه أنشده يوما:
يا تارك الجسم بلا قلب * * * إن كنت أهواك فما ذنبي
يا مفردا بالحسن أفردتني * * * منك بطول الهجر و العتب
إن تك عيني أبصرت فتنة * * * فهل على قلبي من ذنب [ (5
حسيبك اللَّه لما بي كما * * * ألقى [6] في فعلك بي حسبي
فجعله في ندمائه إلى أن قتل. ثم صحب الفضل بن مروان، فذكره للمعتصم و هو بالماحوزة [7] قبل أن تبنى سرمنرأى، فأمر بإحضاره و استنشده فأعجب به. و لما بنيت سامرا قال خالد: