نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 12 صفحه : 134
الزنج البصرة ما كان، و قتلوا بها [1] من قتلوا، و ذلك في شوال سنة سبع و خمسين و مائتين، بلغنا أنهم دخلوا على الرياشي المسجد بأسيافهم و الرياشي قائم يصلي [2] الضحى، فضربوه بالأسياف، و قالوا: هات المال! فجعل الرياشي يقول: أي مال؟ حتى مات فلما خرج الزنج عن البصرة دخلناها فمررنا ببني مازن و هناك كان ينزل الرياشي فدخلنا [3] مسجده فإذا به ملقى مستقبل القبلة كأنما وجه إليها، و إذا شملة تحركها الريح، و قد تمزقت، و إذا جميع خلقه صحيح سوى لم ينشق له بطن، و لم يتغير له حال، إلا أن جلده قد لصق بأعظمه و يبس، و ذلك بعد مقتله [4] بسنتين [5] رحمه اللَّه.
1599- فضل الشاعرة.
كانت من مولدات البصرة، و أمها من مولدات اليمامة، و بها ولدت، و نشأت في دار رجل من بني عبد القيس فأدبها و خرجها و باعها فكانت [فصيحة أديبة] و لم يكن [في زمانها] [6] امرأة أشعر منها فاشتراها محمد بن المفرج الرخجي فأهداها إلى المتوكل، فلما أدخلت عليه قال لها: أ شاعرة أنت؟ قالت: كذا يزعم من باعني و من اشتراني [7] فقال: أنشديني من شعرك فقالت:
استقبل الملك إمام الهدى * * * عام ثلاث و ثلاثينا
خلافة أفضت إلى جعفر * * * و هو ابن سبع بعد عشرينا
إنا لنرجو يا إمام الهدى * * * أن تملك الأمر ثمانينا
لا قدس اللَّه امرأ لم * * * يقل عند دعائي لك آمينا
فقال المتوكل لعلي بن الجهم: قل بيتا و طالب فضل الشاعرة بأن تجيزه، فقال [علي] [8] أجيزي يا فضل.