نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 12 صفحه : 101
كثيرة، و كان الأتراك قد تحدثوا بخلع المهتدي [فبلغه] [1]، فخرج إليهم متقلدا سيفا و قال: قد بلغني ما أنتم عليه من أمر، و اللَّه ما خرجت إليكم إلا و أنا متخبط و قد أوصيت لإخوتي [2] بولدي، و هذا سيفي، و اللَّه لأضربن به [3] ما استمسك قائمه في يدي، ما هذا الإقدام على الخلفاء و الجرأة على اللَّه عز و جل، سواء عندكم من أراد صلاحكم و من إذا سمع عنكم بشيء دعا بأرطال من الشراب فشربها، ثم تقولون إني أعلم علم صالح و ما أعلم علمه [4]. قالوا: فأحلف لنا على ذلك. قال: نعم. فورد [5] مال فارس و الأهواز و مبلغه تسعة عشر ألف [ألف] [6] درهم و خمس مائة ألف درهم، فانتشر في العامة [أن القوم قد عرفوا] [7] أن يخلعوا المهتدي و يقتلونه، فبعث المهتدي [8] إلى العسكر و وعدهم الجميل، و كان المهتدي قد كسر جميع ما في القصر من الملاهي و آلات اللعب.
و في هذه السنة: وافى جعلان لحرب صاحب الزنج، فزحف بعسكره، فبقي بينه و بين صاحب الزنج فرسخ فخندق [9] على نفسه، فأقام ستة أشهر، و لم يجد إلى لقائه سبيلا لضيق الموضع بما فيه من النخل و الدغل عن محال الخيل، فكانوا إذا التقوا لم يكن بينهم إلا الرمي [10] بالنشاب و الحجارة، فجاء الزنج فبيتوا عسكر جعلان فقتلوا جماعة، فترك جعلان عسكره، و انضم إلى البصرة، فظهر للسلطان عجزه، فصرف [11]، و أمر سعيد الحاجب بالشخوص لحرب الزنج.