نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 11 صفحه : 97
قال التميمي: و حدّثنا أبو علي النحويّ، حدثنا الفسطاطي قال: كان أبو عبيد مع ابن طاهر، فوجّه إليه أبو دلف يستهديه أبا عبيد مدة [1] شهرين، فأنفذ أبا عبيد إليه فأقام شهرين، فلما أراد الانصراف وصله أبو دلف بثلاثين ألف درهم، فلم يقبلها و قال:
أنا في جنبة [2] رجل ما يحوجني إلى صلة أحد و لا آخذ ما فيه عليّ نقص، فلما عاد إلى طاهر وصله بثلاثين [3] ألف دينار بدل ما وصله أبو دلف، فقال له: أيها الأمير [قد قبلتها، و لكن] أنت [قد] [4] أغنيتني بمعروفك و برك و كفايتك عنها، و قد رأيت أن أشتري بها سلاحا و خيلا، و أوجّه بها إلى الثغور ليكون الثواب متوفرا على الأمير ففعل [5].
أخبرنا [أبو منصور] عبد الرحمن بن محمد، أخبرنا [أبو بكر] [6] أحمد بن علي بن ثابت [7]، حدثنا [8] أبو القاسم الأزهري، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبيد اللَّه بن عبد الرحمن السكري قال: قال أحمد بن يوسف- إما سمعته منه أو [9] حدثت به عنه- قال: لما عمل أبو عبيد كتاب «غريب الحديث» عرضه على عبد اللَّه بن طاهر فاستحسنه و قال: إن عقلا بعث [10] صاحبه على عمل مثل هذا الكتاب لحقيق أن لا يحوج [11] إلى طلب المعاش، فأجرى له عشرة آلاف درهم في كل شهر [12].
و أول من سمع هذا الكتاب من أبي عبيد: يحيى بن معين، و ابن المديني [13].
و كان الأصمعي يقول: لن يضيع الناس ما حيي أبو عبيد/. 45/ أ و قال إبراهيم [الحربي] [14]: ما شبهت أبا عبيد إلا بجبل نفخ فيه روح.
و كان أبو عبيد يقسم الليل أثلاثا فينام ثلثه، و يصلي ثلثه، و يضع الكتب ثلثه [15].
و تولى قضاء طرسوس، ثم حج سنة تسع عشر، و مات بمكة سنة أربع و عشرين، و قيل في التي قبلها [16]، و قد بلغ سبعا و ستين سنة.