نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 11 صفحه : 347
/ قبل وزارته قال: كنت كاتبا للسيدة شجاع أم المتوكل، فإنّي ذات يوم قاعد في مجلسي في ديواني إذ خرج إليّ خادم و معه كيس، فقال لي: يا أحمد، إن السيدة أم أمير المؤمنين تقرئك السلام، و تقول لك: هذه ألف دينار من طيب مالي، خذها و ادفعها إلى قوم [مستحقين] [1] تكتب لي أنسابهم و أسماءهم و منازلهم، و كلما [2] جاءنا من هذه الناحية شيء صرفناه إليهم، فأخذت الكيس و صرت إلى منزلي، و وجّهت خلف من أثق به، فعرفتهم ما أمرت به، و سألتهم أن يسمّوا لي من يعرفون من أهل الستور [3] و الحاجة، فأسموا لي جماعة، ففرقت فيهم ثلاث مائة دينار، و جاء الليل، و بقية المال بين يدي، لا أبقيت مستحقا، و أنا أفكر في سامراء و بعد أقطارها و تكافؤ [4] أهلها ليس بها مستحق، فمضى من الليل ساعة، و بين يدي بعض حرمي، و غلقت الدروب، و طاف العسس، و أنا مفكر في أمر الدنانير إذ سمعت باب الدرب يدق، و سمعت البواب يكلم رجلا من ورائه، فقلت لبعض من بين يدي: اعرف الخبر، فعاد إليّ و قال لي: بالباب فلان ابن فلان العلويّ يسأل [5] الإذن عليك. فقلت: مره بالدخول، و قلت لمن بين يدي من الحرم:
كونوا وراء هذا [6] الستر، فما قصدنا هذا الرجل في هذا الوقت إلا لحاجة، فلما دخل سلّم و جلس، و قال لي: طرقني في هذا الوقت طارق لرسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) به اتصال، و اللَّه ما عندنا و لا أعددنا ما يعد الناس [7]، فلم يكن في جواري من أفزع إليه غيرك قال:
فدفعت إليه من الدنانير دينارا، فشكر و انصرف.
قال: فخرجت ربة المنزل فقالت: يا هذا/، تدفع إليك السيدة ألف دينار لتدفعها إلى مستحق، فترى من أحق من ابن بنت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و سلّم) مع ما شكاه إليك؟ قلت لها:
أيش السبيل؟ قالت: تدفع الكيس له. فقلت: يا غلام ردّه. فرده فحدثته بالحديث، و دفعت الكيس [إليه] [8] فأخذه و شكر و انصرف، فلما ولى عني جاءني إبليس فقال: المتوكل و انحرافه عن أهل البيت يدفع إليك ألف دينار حتى تدفعها إلى مستحقها، و تكتب أسماءهم و أنسابهم و منازلهم، فبأي شيء تحتج عليه [9] و قد [10] دفعت إلى