نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 11 صفحه : 345
أخبرنا أبو بكر محمد [1] بن عبد اللَّه بن حبيب الصيرفي قال: أخبرنا أبو سعد علي بن أبي صادق قال أخبرنا أبو عبد اللَّه بن ماكويه [2] [قال: حدثنا] [3] ابن محمد بن دادويه قال: سمعت الحسن بن علوية يقول: سمعت يوسف بن الحسين [4] يقول: لما استأنست بذي النون المصري قلت: أيها الشيخ، ما كان بدو شأنك؟ قال: كنت شابا صاحب لهو و لعب، ثم تبت و تركت/ ذاك [5] و خرجت حاجا إلى بيت اللَّه الحرام، و معي بضيعة، فركبت [6] في المركب مع تجار من مصر، و ركب معنا شاب صبيح الوجه، كأن وجهه يشرق، فلما توسطنا البحر [7] فقد صاحب المركب كيسا فيه مال، فأمر بحبس المركب، ففتش من فيه و أمتعتهم، فلما و صلوا إلى الشاب ليفتشوه، وثب وثبة من المركب حتى جلس على أمواج البحر، و قام له الموج على مثال سرير، و نحن ننظر إليه من المركب، ثم قال: يا مولاي إن هؤلاء [8] اتهموني، و إني أقسم يا حبيب قلبي أن تأمر كل دابة من هذا المكان أن تخرج رأسها و في أفواهها جوهر، قال ذو النون:
فما تم كلامه حتى رأينا دواب البحر أمام المركب و حواليه، و قد أخرجت [كل] [9] رءوسها، و في فم كل واحدة فيها جوهرة [10] مضيئة تتلألأ، ثم وثب الشاب من الموج إلى البحر و جعل يتبختر على متن الماء و يقول: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ، حتى غاب عن بصري، فهذا هو الّذي حملني على السياحة.
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: [أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت] [11] الخطيب قال أخبرنا أبو سعد [12] الماليني إجازة قال: حدثنا الحسين [13] بن رشيق، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن الإخميمي قال: سمعت حيان بن أحمد السهمي [14] يقول: مات ذو النون المصري بالجيزة، و حمل في مركب حتى عبر [15] به إلى الفسطاط خوفا عليه من زحمة الناس على الجسر، و دفن في جانب [16] مقابر أهل المعافر، و ذلك في يوم الإثنين