نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 11 صفحه : 299
و لكن إن رجعت وجدت الخراساني على بابي، دعها تمضي إلى حيث شاءت، و مضت البغلة، فلما عبرت الجسر/ أخذت بي يمنة إلى [ناحية] [1] دار المأمون، 125/ أ فتركتها إلى أن قاربت باب المأمون، و الدنيا بعد [2] مظلمة، فإذا بفارس قد تلقاني، فنظر في وجهي، ثم سار و تركني، ثم رجع إليّ فقال: أ لست بأبي حسان الزيادي؟ قلت:
بلى. قال: أجب الأمير الحسن بن سهل، فقلت في نفسي: و ما يريد الحسن بن سهل مني؟ ثم سرت معه حتى صرنا إلى بابه فاستأذن لي عليه [فأذن لي] [3]، فقال: أبا حسان، ما خبرك؟ و كيف حالك؟ و لم انقطعت عنا؟ فقلت: لأسباب و ذهبت لأعتذر.
فقال: دع عنك هذا، أنت في لوثة أو في أمر، فإنّي [4] رأيتك البارحة في النوم في تخليط [5] كثير، فابتدأت فشرحت له قصتي من أولها إلى آخرها إلى [6] أن لقيني صاحبه [و دخلت عليه] [7]، فقال: لا يغمك [8] يا أبا حسان، قد فرج اللَّه عنك هذه بدرة للخراساني مكان بدرته، و بدرة أخرى لك تتسع بها، و إذا نفذت أعلمنا. فرجعت من مكاني فقضيت الخراساني، و اتسعت، و فرج اللَّه و له الحمد [9].
توفي أبو حسان [10] في رجب هذه السنة، و له تسع و ثمانون سنة و أشهر، و مات هو و الحسن بن الجعد في وقت واحد، و أبو حسان [11] على الشرقية [12]، و الحسن بن علي على مدينة المنصور.