نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 11 صفحه : 293
فتى [1]، إنك لمبارك و لا [2] رأيت هذا المال قط، و لا أمّلته [و أني لأنصحك أنه حلال،] [3] فاحتفظ به، و أعلم أني كنت أقوم و أصلي الغداة في هذا القميص الخلق، ثم أنزعه فتصلي واحدة [4] واحدة، ثم أكتسب إلى ما بين الظهر و العصر، ثم أعود في آخر النهار بما قد فتح اللَّه عز و جل لي من أقط و تمر و كرات، و من بقول نبذت، ثم أنزعه فيتداولنه فيصلين فيه المغرب و عشاء الآخرة، فنفعهن اللَّه بما أخذن، و نفعني و إياك بما أخذنا، و رحم [اللَّه] [5] صاحب المال في قبره [6]، و أضعف ثواب الحامل للمال و شكر له.
قال ابن جرير [7]: فودعته و كتبت بها العلم سنين أتقوت بها، و أشتري منها الورق، و أسافر و أعطي الأجرة، فلما كان بعد سنة ست و خمسين سألت عن الشيخ بمكة فقيل إنه [قد] [8] مات بعد ذلك بشهور، و وجدت بناته ملوكا تحت ملوك، و ماتت الأختان و أمهن، و كنت أنزل على أزواجهن [و أولادهن] [9] فأحدّثهم بذلك، فيستأنسون [10] بي و يكرموني، و لقد حدثني محمد بن حيان البجلي [11] في سنة تسعين و مائتين أنه لم يبق منهم أحد.
فبارك اللَّه لهم فيما صاروا إليه و رحمة اللَّه عليهم أجمعين [12]./