كان يتولى الشرطة من أيام المأمون/ إلى أيام المتوكل، فتوفي في هذه السنة، 97/ ب و سنه ثمان و خمسون سنة و ثمانية أشهر و أحد عشر يوما.
و بلغنا أنه دخل يوما على المتوكل و عنده الفتح بن خاقان، و هما ينظران في أخلاط الكيمياء و يتراجعان القول فيه، فلم يخض معهما في ذلك، فقال له المتوكل: يا أبا إسحاق مالك لا تتكلم معنا في هذا الباب؟ فقال: يا أمير المؤمنين الكيمياء شيء لم يتعرض إليه الملوك قبلك، و لا نظر فيه آباؤك، و لكن أدلك على كيمياء هو الحق الصحيح، قال: ما هو؟ قال: تسلفني خمسين ألف دينار [من بيت المال] [5] أنفقها على مصالح السواد، ثم تنظر ما يرتفع لك من الزيادة في العمارة، قال: فأمر [6] أن يحمل له من بيت المال [خمسون ألف دينار] [7]، فحملت، فانصرف إسحاق إلى مدينة السلام، و كتب في إشخاص وجوه أهل السواد. فحضروا، فقلدهم النفقة على كري الأنهار [8] و حلف إن ضاع من المال درهم قبض الّذي يجري التضييع في ناحيته، ثم أحلفهم على