نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 11 صفحه : 13
يبق في المجلس غيري، فأقبل عليّ فقال: يا شيخ، هل من حاجة تقولها؟ قلت: نعم و لكنها [1] أمر لا يجوز [أن] [2] يسمعه غيرك. فأومأ إلى غلمان كانوا قياما حوله فانصرفوا،/ و قال: قل قلت: أنا أبوك. فلما سمع ذلك تغيّر وجهه و لم يكلمني بحرف، 7/ ب و وثب مسرعا و تركني في مكاني، فلم أشعر إلا بخادم قد جاءني فقال لي: قم يا سيدي، فقمت أمشي معه إلى أن [3] بلغنا إلى ستارة منصوبة في دار لطيفة و كرسي بين يديها و الفتى جالس خلف [4] الستارة على كرسي آخر، فقال: اجلس [5] أيها الشيخ.
فجلست [6] على الكرسي، و دخل الخادم، فإذا بحركة خلف الستارة، فقلت: أظنك تريد تختبر [7] صدق قولي من جهة فلانة. و ذكرت اسم جاريتي أمه، فإذا بالستارة قد هتكت و الجارية قد خرجت إليّ فجعلت تقبلني و تبكي و تقول: مولاي و اللَّه. قال:
فرأيت الصبي قد تسور و بهت و تحيّر، فقلت للجارية: ويحك ما خبرك؟ قالت: دع خبري، ففي مشاهدتك [8] لما تفضل اللَّه به كفاية إلى أن أخبرك، و قل لي [9] ما كان من خبرك أنت؟ قال: فقصصت عليها خبري من يوم خروجي إلى يوم [10] ذلك، و قصة ما كان قصه عليّ ابن البقال و أشرح [كل] [11] ذلك بحضرة من الفتى و مسمع [12] منه، فلما استوفى الكلام [13] خرج و تركني في مكاني، فإذا بالخادم، فقال: تعال يا مولاي [14] يسألك ولدك أن تخرج إليه. قال: فخرجت، فلما رآني من بعد [15] قام قائما على رجليه [16]، و قال: المعذرة إلى اللَّه و إليك يا أبت من تقصيري في حقك، فإنه فاجأني [17] ما لم أكن [18] أظن مثله يكون، و الآن [19] فهذه النعمة لك، و أنا [ولدك] [20]/ و أمير المؤمنين يجهد بي [21] منذ دهر طويل أن أدع الجهبذة، و أتوفر على 8/ أ