نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 11 صفحه : 12
عشرين سنة. قلت: لمن هذه الدار؟ قال: لابن داية أمير المؤمنين، و هو الآن جهبذه و صاحب بيت ماله. قلت: بمن يعرف؟ قال: بابن فلان الصيرفي. فأسماني قلت: هذه الدار من باعها عليه؟ قال: هذه دار أبيه. قلت: فهل يعيش أبوه؟ قال: لا. قلت:
أ فتعرف من حديثهم شيئا؟ قال: نعم، حدثني أبي أن هذا الرجل كان صيرفيا جليلا فافتقر، و أن أم هذا الصبي ضربها الطلق [1]، فخرج أبوه يطلب لها شيئا، ففقد و هلك قال لي أبي: فجاءني رسول أم هذا تستغيث بي، فقمت لها [2] بحوائج الولادة، و دفعت إليها عشرة دراهم فأنفقتها، حتى قيل: [قد] [3] ولد لأمير المؤمنين [الرشيد] [4] مولود ذكر، و قد عرض عليه [جميع] [5] الدايات فلم يقبل لثدي أحد منهن [6]، و قد طلب له 7/ أ الحرائر فجاءوا بغير واحدة، فما أخذ ثدي واحدة [7] منهن/، و هم في طلب مرضع، فأرشدت الّذي طلب الداية إلى أم هذا، فحملت إلى دار أم أمير المؤمنين [8] الرشيد، فحين وضع فم الصبي على ثديها قبله فأرضعته، و كان الصبي المأمون، و صارت عندهم في حالة جليلة، و وصل إليها منهم خير عظيم، ثم خرج المأمون إلى خراسان، فخرجت هذه المرأة و ابنها هذا معه، و لم نعرف من أخبارهم شيئا إلا من قريب، لما عاد المأمون و عادت حاشيته، رأينا هذا قد جاء رجلا و أنا لم أكن رأيت هذا قط قبل هذا، فقيل [9]: هذا ابن فلان الصيرفي و ابن داية أمير المؤمنين، فبنى هذه الدار و سوّاها، قلت: أ فعندك علم من أمه؟ أحية هي أم ميتة؟ قال: حية تمضي إلى دار الخليفة أياما و تكون عند ابنها أياما [و هي الآن ها هنا] [10]. فحمدت اللَّه عز و جل على هذه الحالة، و جئت فدخلت الدار مع الناس، فرأيت الصحن في نهاية العمارة و الحسن، و فيه مجلس كبير مفروش [بفرش فاخر] [11]، و في صدره شاب و بين يديه كتّاب و جهابذة و حسّاب، و في صفاف الدار جهابذة بين أيديهم الأموال و التخوت و الشواهين يقضون و يقبضون و بصرت بالفتى فرأيت شبهي فيه، فعلمت أنه ابني، فجلست في غمار الناس إلى أن لم