نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 11 صفحه : 124
يقيل [1] في دكاننا في الصيف [2]، فقال له أستاذي: يا أبا نصر، هذا من وجه طيب، فإن رأيت أن تأكله، قال: فجعل يمسه بيده، ثم ضرب بيده إلى لحيته، و قال: ينبغي أن أستحي من اللَّه، إني [عند الناس] [3] تارك لهذا و آكله في السر [4].
أخبرنا [أبو منصور] القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر بن علي [بن ثابت] قال: [5] أخبرني عبد اللَّه بن يحيى السكري، أنبأنا أبو عبد اللَّه محمد بن أحمد الصواف، حدثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبو حفص عمر ابن أخت بشر الحافي قال:
حدثتني أمي قالت: جاء رجل إلى الباب فدقه فأجابه بشر: من هذا؟ قال: أريد بشرا، فخرج إليه فقال له: حاجتك. قال: عافاك اللَّه، أنت بشر؟ قال: نعم، حاجتك [6]، قال: إني رأيت رب العزة [تعالى] في المنام و هو يقول: اذهب إلى بشر فقل له: يا بشر، لو سجدت على الجمر ما أديت [7] شكري فيما قد بثثت لك- [أو نشرت لك] [8]- في 57/ أ الناس/. فقال له: أنت رأيت ذلك [9]؟ قال: نعم رأيته مرتين [10]، ليلتين متواليتين [11] فقال: لا تخبر به أحدا، ثم دخل و ولى وجهه إلى القبلة، و جعل يبكي و يضطرب، و جعل [12] يقول: اللَّهمّ إن كنت شهرتني في الدنيا، و نوهت باسمي، و رفعتني فوق قدري على أن تفضحني [13] في القيامة، فعجّل الآن عقوبتي [14]، خذ مني بمقدار ما يقوى عليه بدني [15].