نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 11 صفحه : 115
التي كان افتتحها، ثم وضع المصحف، و اعتذر إلى الأمير و قال: لم أشتغل [عنه] [1] تهاونا بحقه، إنما كنت افتتحت سورة فختمتها، فقعد عبد اللَّه ساعة يحدّثه، ثم قال له:
ارفع إلينا حوائجك، فقال: قد [و اللَّه] [2] وقعت لي حاجة في الوقت، فقال: مقضية [3] ما كانت. فقال: قد كنت أسمع محاسن [4] وجه الأمير و لا أعاينها [5] إلا ساعتي هذه، و حاجتي إليك أن لا ترتكب ما يحرق هذه المحاسن بالنار. فأخذ الأمير عبد اللَّه بن طاهر في البكاء حتى قام و هو يبكي.
توفي يحيى بن يحيى [6] في [صفر] [7] هذه السنة و هو ابن أربع و ثمانين سنة.
أنبأنا زاهر بن طاهر، قال: أنبأنا [8] أبو بكر البيهقي، أنبأنا [9] الحاكم أبو عبد اللَّه [النيسابورىّ] [10] قال: سمعت أبا الحسن محمد بن الحسن [11] السراج الزاهد- و كان شديد العبادة- قال: رأيت رسول اللَّه (صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم) في المنام كأنه قد أقبل، إلى أن وقف على قبر يحيى بن يحيى و تقدم، و صفّ خلفه جماعة من أصحابه، فصلى عليه، ثم التفت إلى أصحابه فقال:/ هذا القبر لأمان [12] لأهل هذه المدينة. 53/ ب و قد روى عن يحيى بن يحيى خمس طبقات من كبار العلماء.
فالطبقة الأولى: إسحاق بن راهويه، و محمد بن رافع، و علي بن غنام، و محمد بن أسلم، و محمد بن يحيى الذهلي، و نظراؤهم.
و الطبقة الثانية: أحمد بن الأزهر العبديّ [13]، و إبراهيم بن عبد اللَّه السعدي، و يحيى بن محمد الذهلي و نظراؤهم.
و الطبقة الثالثة: مسلم بن الحجاج، و سليمان بن داود، و إسماعيل بن قتيبة السلمي، و نظراؤهم.