نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 11 صفحه : 114
فلم يقبل [1]، فقال له المأمون: ما اسمك؟ قال: يحيى بن يحيى النيسابورىّ قال:
تعرفني؟ قال: نعم، أنت المأمون ابن أمير المؤمنين، قال: فكتب المأمون على ظهر جزوة [2]: ناولت يحيى بن يحيى النيسابورىّ [3] قلما في مجلس مالك فلم يقبله، فلما أفضت الخلافة إليه بعث [4] إلى عامله [5] بنيسابور يأمره [6] أن يولي يحيى بن يحيى القضاء، فبعث إليه يستدعيه، فقال بعض الناس له [7]: تمتنع من الحضور، وليته أذن للرسول، فأنفذ إليه كتاب المأمون، فقرئ عليه، فامتنع من القضاء، فردّ إليه ثانيا، و قال: إن أمير المؤمنين يأمرك بشيء و أنت من رعيته، و تأبى عليه، فقال: قل لأمير المؤمنين ناولتني قلما و أنا شاب فلم أقبله، أ فتجبرني [الآن] [8] على القضاء و أنا شيخ.
فرفع الخبر إلى المأمون، فقال: قد علمت امتناعه، و لكن ولّ القضاء رجلا يختاره [9]، فبعث إليه العامل في ذلك [10]، فاختار رجلا [11] فولي القضاء، و دخل على يحيى و عليه سواد فضم يحيى فرشا كان جالسا عليه كراهية أن يجمعه و إياه، فقال: أيها الشيخ، أ لم تخترني [12]؟ قال: إنما قلت اختاروه، و ما قلت لك تقلد القضاء.
أخبرنا [13] زاهر بن طاهر قال: أخبرنا أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرنا أبو عبد اللَّه محمد بن عبد اللَّه الحاكم قال: سمعت أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يقول:
سمعت فاطمة بنت إبراهيم بن عبد اللَّه السعدية تقول: سمعت فاطمة امرأة يحيى بن 53/ أ يحيى تقول: قام يحيى [14] مرة لورده، فلما فرغ منه/ قعد يقرأ، إذ سمعت جلبة فقال لي: تعرفوا ما هذه الجلبة؟ فنظرنا فإذا العسكر و المشاعل و هم يقولون: الأمير عبد اللَّه بن طاهر يزور أبا زكريا. فعرفناه الخبر، و كان ابن طاهر يشتهي أن يراه، فما كان بأسرع من أن استأذنوا عليه [15] ففتحنا [16]، فدخل الأمير عبد اللَّه بن طاهر وحده، فلما قرب من أبي زكريا و سلّم، قام إليه و المصحف في يده، ثم رجع إلى قراءته حتى ختم السورة