من أهل البصرة، شاعر مطبوع مقدم، قدم بغداد و اتصل بالبرامكة، و انقطع إليهم، و عمل لهم كتاب «كليلة و دمنة» شعرا. و له قصائد و مدائح في الرشيد و الفضل بن يحيى، و يقال إن كل كلام نقل إلى شعر فالكلام أفصح منه إلا هذا الكتاب.
أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر بن ثابت قال: قرأت على الجوهري، عن أبي عبد اللَّه المرزباني قال: أخبرني محمد بن يحيى قال: حدّثنا القاسم بن إسماعيل قال: حدّثني محمد بن صالح الهاشمي، قال: حدّثني ابن لعبد الحميد اللاحقي قال: أحب يحيى بن خالد أن يحفظ كتاب «كليلة و دمنة» فاشتد عليه ذلك فقال له/ أبان بن عبد الحميد: أنا أجعله شعرا ليخف على الوزير حفظه. فنقله إلى قصيدة عملها مزدوجة عدد أبياتها أربعة عشر ألف بيت في ثلاثة أشهر، فأعطاه يحيى عشرة آلاف دينار، و أعطاه الفضل خمسة آلاف دينار. و قال له جعفر بن يحيى: ألا ترضى أن أكون راويتك لها! و لم يعطه شيئا. قال: فتصدق بثلث المال الّذي أخذه. و كان أبان حسن السيرة [3]، حافظا للقرآن، عالما بالفقه. و قال عند وفاته: أنا أرجو اللَّه و أسأله رحمته ما مضت عليّ ليلة قط لم أصل فيها تطوعا كثيرا.