نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي جلد : 10 صفحه : 51
للجزع، و قد كان المأمون يعنى بالعلم قبل ولايته كثيرا حتى جعل لنفسه مجلس نظر.
أخبرنا ابن ناصر قال أخبرنا أبو الحسين بن أيوب قال: أخبرنا أبو علي بن شاذان قال: أخبرنا أبو علي الطوماري قال: أخبرنا أبو الحسين بن الفهم قال: حدّثنا يحيى بن أكثم قال: كان المأمون قبل تقلده الخلافة يجلس للنظر، فدخل يهودي حسن الوجه، طيب الرائحة، حسن الثوب، فتكلم فأحسن الكلام، فلما تقوّض المجلس دعاه المأمون فقال له: إسرائيلي؟ قال: نعم. قال: أسلم حتى أفعل لك و أصنع. فقال:
ديني و دين آبائي فلا تكشفني. فتركه، فلما كان بعد سنة جاءنا و هو مسلم، فتكلم في الفقه [1]، فأحسن الكلام، فلما تقوض المجلس دعاه المأمون فقال: أ لست صاحبنا؟
قال: نعم. قال: أي شيء دعاك إلى الإسلام، و قد كنت عرضته عليك فأبيت؟ قال:
إني أحسن الخط، فمضيت فكتبت ثلاث نسخ من التوراة، فزدت فيها و نقصت و أدخلتها الكنيسة، فبعتها، فاشتريت. قال: و كتبت ثلاث نسخ من الإنجيل، فزدت فيها و نقصت فأدخلتها إلى البيعة فاشتريت مني. قال: و عمدت إلى القرآن فكتبت ثلاث نسخ فزدت فيها و نقصت، و أدخلتها إلى الوراقين، فكلما تصفحوها قرءوا الزيادة و النقصان و رموا بها، فعلمت أن هذا الكتاب محفوظ، فكان سبب إسلامي.
قال يحيى بن أكثم: فحججت فرأيت سفيان/ بن عيينة فحدثته بهذا الحديث فقال لي: مصداق هذا في كتاب اللَّه عز و جل. قلت: في أي موضع؟ قال: في قوله عز و جل في التوراة و الإنجيل: بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللَّهِ وَ كانُوا عَلَيْهِ شُهَداءَ[2] فجعل حفظه إليهم فضاع. و قال اللَّه عز و جل: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ[3].
فحفظه اللَّه تعالى علينا فلم يضع.
أخبرنا القزاز [4] قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا الحصين بن أبي بكر قال: أخبرنا محمد بن عبد اللَّه الشافعيّ قال: حدّثنا عمر بن حفص السدوسي قال: