responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 10  صفحه : 50

بحمله فضربته سبع درر. قال: فإنه ليدلك عينه من البكاء [1] إذ قيل: هذا جعفر بن يحيى قد أقبل، فأخذ منديلا، فمسح عينيه، و جمع ثيابه، و قام إلى فراشه، فقعد عليه متربعا و قال: ليدخل. فدخل، فقمت إلى المجلس، و خفت أن يشكوني إليه، فألقى منه ما أكره، فأقبل عليه بوجهه و حدثه حتى أضحكه، و ضحك إليه، فلما همّ بالحركة دعي بدابته، و أمر غلمانه فسعوا بين يديه، ثم سأل عني، فجئت فقال: خذ عليّ ما بقي من جزئي، فقلت: أيها الأمير، أطال اللَّه بقاءك، لقد خفت أن تشكوني إلى جعفر بن يحيى، و لو فعلت/ ذلك لتنكر لي. فقال: أ تراني يا أبا محمد كنت أطلع الرشيد على هذا، فكيف بجعفر بن يحيى حتى أطلعه أني أحتاج إلى أدب [2]، أدّب يغفر اللَّه لك بعد ظنك، خذ في أمرك، فقد خطر ببالك ما لا تراه أبدا، و لو عدت كل يوم مائة مرة [3].

و روى الطالقانيّ قال: قال الرشيد لأبي معاوية الضرير و هشيم: إني أسمع من ابني هذا- يعني المأمون- كلاما لست أدري أمن تلقين القيم عليه هو أم من قريحة؟

فادخلا إليه، فناظراه و أسمعا منه، و أخبراني بما تقفان عليه. فدخلا عليه و هو في أثواب صباه، فقالا له: إن أمير المؤمنين أمرنا بالدخول عليك و مناظرتك، فأي العلوم أحب إليك؟ قال: أمتعها لي. قالا: و ما أمتعها لك. قال: أثبتها عن ثقة، و أقربها من أفهام مستمعيها. فقال له هشيم: جئناك لنعلمك فتعلمنا. ثم أخبرا الرشيد فقالا: إن هذا شي‌ء أوله لحقيق أن يرجى آخره، ثم أعتق عنه مائة عبد و أمة، و ألزمها خدمته.

و بلغنا أن أم جعفر عاتبت الرشيد على تقريبه المأمون دون ابنها محمد، فدعا خادما بحضرتها، و قال له: وجّه إلى عبد اللَّه و محمد خادمين حصيفين يقولان لكل واحد منهما على الخلوة: ما يفعل به إذا أفضت الخلافة إليه؟. فأما محمد فقال للخادم الّذي مضى إليه: أقطعك و أوليك و أبلغ لك. و أما المأمون فرمى الخادم بالدواة و قال: يا ابن اللخناء تسلني ما أفعل بك بموت أمير المؤمنين؟ بل نكون جميعا فداء له. فرجع بالخبر/ كل منهما. فقال لأم جعفر: كيف ترين ما أقدم ابنك إلا متابعة لرأيك و تركا


[1] في الأصل: «بالبكاء».

[2] في الأصل: «أحتاج إلى أدب أدّب».

[3] انظر: تاريخ بغداد 10/ 184- 185.

نام کتاب : المنتظم في تاريخ الأمم و الملوك نویسنده : ابن الجوزي    جلد : 10  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست