responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 55
إلى الأرض، فأخذ أسيرا [1] ، ثم أخذ فرسه وسلاحه.
وتقدم رجل من بني سليمان يقال له عبيد الله بن العباس فأخذ عمامته، فجعل يقول: اسقوني شربة من الماء! فقال له مسلم بن عمرو الباهلي: والله [2] لا تذوق الماء يا ابن عقيل أو تذوق الموت! فقال له مسلم بن عقيل: ويلك يا هذا! ما أجفاك وأفظك وأغلظك! أشهد عليك أنك إن كنت من قريش فإنك مصلق، وإن كنت من غير قريش فإنك مدع [3] إلى غير أبيك، من أنت يا عدو الله؟ فقال: أنا من عرف الحق إذ [4] أنكرته، ونصح لإمامه [5] إذ فششته، وسمع وأطاع إذ [4] خالفته، أنا مسلم بن عمرو الباهلي! فقال له مسلم بن عقيل: أنت أولى بالخلود والحميم، إذ آثرت طاعة بني سفيان على طاعة الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم. ثم قال مسلم بن عقيل رحمه الله: ويحكم يا أهل الكوفة! اسقوني شربة من ماء! فأتاه غلام [6] لعمرو بن حريث الباهلي بقلة فيها ماء وقدح فيها فناوله القلة، فكلما أراد أن يشرب امتلأ القدح دما، فلم يقدر أن يشرب من كثرة الدم وسقطت ثنيتاه في القدح، فامتنع مسلم بن عقيل رحمه الله من شرب الماء [7] . قال: وأتي به حتى أدخل على عبيد الله بن زياد
. ذكر دخول مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وما كان من كلامه وكيف قتل
قال: فأدخل مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد فقال له الحرسي: سلم على الأمير! فقال له مسلم: اسكت لا أم لك! مالك وللكلام؟ والله ليس هو لي بأمير فأسلم عليه! وأخرى فما ينفعني السلام عليه وهو يريد قتلي! فإن استبقاني فسيكثر عليه سلامي. فقال له عبيد الله بن زياد: لا عليك سلمت أم لم تسلم فإنك

[1] كذا، وثمة اجماع في المصادر أن مسلم بن عقيل أمكنهم من نفسه بعد ما أعطي الأمان من محمد بن الأشعث.
[2] في الطبري: لا والله لا تذوق منها قطرة أبدا حتى تذوق الحميم في نار جهنم.
[3] بالأصل: داعي.
[4] بالأصل: إذا.
[5] بالأصل: الإمام، وما أثبتناه عن الطبري.
[6] هو سليمان غلام عمرو، وفي الطبري أن عمارة بن عقبة بعث غلاما له يدعى قيسا فجاءه بقلّة.
[7] زيد في الطبري ومروج الذهب: فقال الحمد لله، لو كان من الرزق المقسوم لشربته.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست