responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 54
لا حاجة إلى أمان الغدرة، ثم جعل يقاتلهم وهو يقول [1] :
أقسمت لا أقتل إلا حرّا ... ولو وجدت الموت كأسا مرّا
أكره أن أخدع أو أغرّا ... كل امرئ يوما يلاقي شرّا
أضربكم ولا أخاف ضرّا
قال: فناداه محمد بن الأشعث وقال: ويحك يا ابن عقيل! إنك لا تكذب ولا تغرّ [2] ، القوم ليسوا بقاتليك فلا تقتل نفسك. قال: فلم يلتفت مسلم بن عقيل رحمه الله إلى كلام ابن الأشعث وجعل يقاتل حتى أثخن بالجراح وضعف عن القتال، وتكاثروا عليه فجعلوا يرمونه بالنبل والحجارة، فقال مسلم: ويلكم! ما لكم ترمونني بالحجارة كما ترمى الكفار! وأنا من أهل بيت الأنبياء الأبرار، ويلكم! أما ترعون حق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وذريته. قال: ثم حمل عليهم على ضعفه فكسرهم وفرّقهم في الدروب، ثم رجع وأسند ظهره إلى باب دار هناك، فرجع القوم إليه فصاح بهم محمد بن الأشعث: ذروه حتى أكلمه بما يريد.
قال: ثم دنا منه ابن الأشعث حتى وقف قبالته وقال: ويلك يا ابن عقيل! لا تقتل نفسك، أنت آمن ودمك في عنقي. فقال له مسلم: أتظن يا ابن الأشعث أني أعطي بيدي أبدا وأنا أقدر على القتال! لا والله لا كان ذلك أبدا! ثم حمل عليه حتى ألحقه بأصحابه. ثم رجع موضعه فوقف وقال: اللهم! إن العطش قد بلغ [3] مني.
قال: فلم يجسر أحد أن يسقيه الماء ولا قرب منه.
فأقبل ابن الأشعث على أصحابه وقال: ويلكم! إن هذا لهو العار والفشل أن تجزعوا من رجل واحد هذا الجزع، احملوا عليه بأجمعكم حملة واحدة. قال:
فحملوا عليه وحمل عليهم، فقصده من أهل الكوفة رجل يقال له بكير بن حمران الأحمري، فاختلفا بضربتين فضربه بكير ضربة على شفته العليا [4] وضربه مسلم بن عقيل ضربة فسقط إلى الأرض قتيلا، قال: فطعن من ورائه طعنة فسقط

[1] الأرجاز في الطبري وابن الأثير ومروج الذهب باختلاف في بعض الألفاظ والتعابير.
[2] عن مروج الذهب وبالأصل «لا تعرف» .
[3] الأصل: أبلغ.
[4] في الطبري ومروج الذهب: فضرب بكير فم مسلم فقطع شفته العليا، وأشرع السيف في السفلى، ونصلت له ثنيتاه.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست