responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 40
ضعف، وأن آخذ منكم البريء بالسقيم، والشاهد بالغائب، والولي بالولي. قال:
فقام إليه رجل من أهل الكوفة يقال له أسد بن عبد الله المري فقال: أيها الأمير! إن الله تبارك وتعالى يقول: وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى 6: 164 وإنما المرء بجده، والسيف بحده، والفرس بشده، وعليك أن تقول وعلينا أن نسمع، فلا تقدم فينا السيئة قبل الحسنة. قال: فسكت عبيد الله بن زياد ونزل عن المنبر فدخل قصر الإمارة.
وسمع بذلك مسلم بن عقيل بقدوم عبيد الله بن زياد وكلامه، فكأنه اتقى على نفسه، فخرج من الدار التي [1] هو فيها في جوف الليل حتى أتى دار هانئ بن عروة المذحجي رحمه الله فدخل عليه، فلما رآه هانئ قام إليه وقال: ما وراءك- جعلت فداك؟ فقال مسلم: ورائي ما علمت هذا عبيد الله بن زياد الفاسق ابن الفاسق قد قدم الكوفة فاتقيته على نفسي [2] ، وقد أقبلت إليك لتجيرني وتأويني حتى أنظر إلى ما يكون. فقال له هانئ بن عروة: جعلت فداك! والله لقد كلفتني شططا! ولولا دخولك داري [3] لأحببت أن تنصرف، غير أني أرى ذلك عارا عليّ أن يكون رجل أتاني مستجيرا، فانزل على بركة الله [4] . قال: فنزل مسلم بن عقيل في دار هانئ المذحجي. وجعل عبيد الله بن زياد يسأل عنه فلم يجد من يرشده عليه، وجعلت الشيعة تختلف إلى مسلم رحمه الله في دار هانئ ويبايعون للحسين سرا، ومسلم بن عقيل يكتب أسماءهم ويأخذ عليهم العهود والمواثيق لا يركنون ولا يعذرون، حتى بايع مسلم بن عقيل نيف وعشرون ألفا [5] . قال: وهمّ مسلم بن

[1] بالأصل «الذي» ، وقد تقدم أنه نزل في دار المختار بن أبي عبيد. وقيل غير ذلك. انظر ما لاحظنا في مكانه. وانظر الطبري 5/ 362.
[2] وكان مسلم قد أخبر بمقالة عبيد الله بن زياد، وما أخذ به العرفاء والناس، وكان عبيد الله قد قال للناس: «اكتبوا إلى الغرباء، ومن فيكم من طلبة أمير المؤمنين ومن فيكم من الحرورية وأهل الريب الذين رأيهم الخلاف والشقاق فمن كتبهم لنا فبريء ومن لم يكتب لنا أحدا فيضمن لنا ما في عرافته ألا يخالفنا منهم مخالف ولا يبغي علينا منهم باغ فمن لم يفعل برئت منه الذمة وحلال لنا ماله وسفك دمه، وأيما عريف وجد في عرافته من بغية أمير المؤمنين أحد لم يرفعه إلينا صلب على باب داره» .
وكان هذا سبب خوف مسلم بن عقيل والتجائه إلى دار هانئ بن هانئ سيد قومه.
[3] زيد في الطبري: وثقتك.
[4] انظر الطبري 5/ 362 والأخبار الطوال ص 233.
[5] في الإمامة والسياسة 2/ 8 أكثر من ثلاثين ألفا.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 40
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست