responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 157
قال: وبلغ ذلك ابن الزبير فأرسل إلى عبد الله بن حنظلة [1] بن أبي عامر الغسيل- غسيل الملائكة- فولاه المدينة، قال: فخلت مكة والمدينة من بني أمية.
قال: وجعل عبد الله بن حنظلة أمير المدينة يشتم يزيد بن معاوية ويظهر عيب يزيد وعيب بني أمية، ويقول فيهم ويقذفهم بكل عجيب فقال له مسلم: أيها الأمير! مهلا عن بني أمية، فإنك تعلم أنك قدمت على معاوية فأجلسك معه على سريره ورد عليك صدقة أبيك ثم قضى حوائجه وأمر له بمائة ألف درهم، ثم إنك قصدت ابنه يزيد فأجلسك أيضا على سريره وأكرمك، فو الله ما كافيت ابنه يزيد ولا معاوية، ما لك ولبني أمية تشتمهم وتظهر عيبهم وأنت لا تدري ما يكون في عاقبة هذا الأمر، فقال له عبد الله: اسكت ويحك يا مسلم! فو الله ما خرجت بسيفي وطردت بني أمية عن المدينة حتى كنت أصعد إلى سطح بيتي في جوف الليل فأخاف أن ينحروني

[ () ] د. إبراهيم بيضون في كتابه الحجاز والدولة الإسلامية ص 250 وما بعدها) .
- القهر السياسي الذي عانى منه الحجاز عامة والمدينة ومكة خاصة حيث حظر على زعمائهما تجاوز الاهتمامات الاجتماعية والثقافية بعد انتقال الخلافة إلى الشام.
- رفض الحكم الأموي، وقد جاء غياب معاوية فرصة لإظهار هذا الرفض من الخفاء إلى العلن، وقد كان غيابه مؤشرا للانفجار المرتقب حيث كان وجوده عاملا في منعه أو تجميده.
- فشل الخليفة يزيد أمام الأزمات الخطيرة التي واجهت حكمه وانغماسه (حسب الروايات) بالترف والمجون واستغراقه حتى العبث في حياته الخاصة في إذكاء روح المعارضة وتجرؤها على الإعلان عن نفسها.
- ضربه الرموز الإسلامية بمنتهى العنف، حيث رأى في اتباعه هذه السياسة مدخلا إلى إثبات حضوره السلطوي لكن هذا شجع المعارضة على المبادرة إلى اتخاذ موقف علني ضده.
- ثورة الحسين التي كان السباقة إلى رفض الأمر الواقع والتي انتهت بمأساة دموية في العراق وأوقعت النظام الأموي وأدواته في ارتباك شديد.
- حركة ابن الزبير التي استطاعت أن تستثمر النقمة المتزايدة على الحكم الأموي.
- وجود الوالي عثمان بن محمد بن أبي سفيان والذي وصف بأنه غرّ قليل التجربة حديث السن واخفاقه في التعاطي مع المستجدات الخطيرة في مكة والمدينة.
- محاولة أهل المدينة (الأنصار) إعادة التوازن الذي اختل منذ السقيفة. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن دعوة ابن الزبير للمدينة لبيعته بعد مقتل الحسين لم يرافقها في المدينة كثير من الحماسة فقد انقسمت بين مؤيد له ومتحفظ ومتردد، لكن اللقاء مع ابن الزبير تمحور حول هدف كبير مشترك هو الإطاحة بالخليفة الأموي، وما تولي عبد الله بن حنظلة (من الأوس) إلى إشارة على التوجه الأنصاري لأهل المدينة. وهذا ما سيؤدي (كما سيرد) إلى استفراد المدينة في الحملة العسكرية التي استهدفتها.
[1] بالأصل: حنضلة.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست