responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 156
ثم أعلن عبد الله بن الزبير ما هو فيه، وأرسل إلى سعد مولى عتبة بن أبي سفيان وهو متحصن بالطائف، فأرسل إليه بقوم فحاصروه حتى استنزلوه في خمسين رجلا من أصحابه من شيعة يزيد بن معاوية، فأتوا بهم إليه فأمر بحبسهم، ويقال:
إنه قتلهم عن آخرهم- والله أعلم-.
قال: ثم أقبل حتى نزل دار البلاط بمكة فجعلها دار إمارته. قال: وتفرق كل من كان بمكة من شيعة بني أمية خوفا على أنفسهم، فصاروا إلى الشام، وأنشأ بعض أهل مكة يقول:
بلى أم حمد ما تحمّد أهله ... فكيف بذي وجد من القوم آلف
من أجل أبي بكر جلت عن بلادها ... أميّة والأيام دار تعارف
وقد حلّ في دار البلاط مطوّع ... قبول على الأرحام ليس بعاطف
وعما قليل سوف يأتي بيثرب ... عليها من الأبطال ذات زواحف
قال: وبلغ أهل المدينة أن عبد الله بن الزبير بايعه أهل مكة والطائف وسائر الحجاز فوثبوا على عاملهم عمرو بن سعيد بن العاص [1] فأخرجوه من المدينة، وأخرجوا من كان معه من بني أمية فطردوهم بأجمعهم وبايعوا عبد الله بن الزبير [2] .

[1] كذا بالأصل، وفي الطبري 5/ 482 وابن الأثير 2/ 593 والإمامة والسياسة 1/ 230 عثمان بن محمد بن أبي سفيان.
[2] في الطبري بايعوا عبد الله بن حنظلة الغسيل.
ويرى صاحب الإمامة والسياسة أن السبب في خلع أهل المدينة يزيدا أن يزيد كان قد أرسل إليهم كتابا جاء فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، فإني قد نفستكم حتى أخلفتكم ورفقتكم حتى أخرفتكم، ووضعتكم على رأسي ثم وضعتكم وايم الله لئن آثرت أن أضعكم تحت قدمي لأطأنكم وطأة أقل منها عددكم وأترككم أحاديث تناسخ كأحاديث عاد وثمود، وايم الله لا يأتيكم مني أولى من عقوبتي، فلا أفلح من ندم.
قلت: لم يكن كتاب يزيد إلى أهل المدينة، ولا تعيينه عثمان بن محمد بن أبي سفيان ذلك الفتى الغرّ الحدث الغمر الذي لم يجرب الأمور ولم يحنكه السن ولم تضرسه التجارب والذي كان لا يكاد ينظر في شيء من سلطانه ولا عمله السبب في خلافهم على يزيد، وخلعهم إياه ونكثهم بيعتهم له.
وقد يكون هو العامل الذي حرك الأسباب الحقيقية لتحرك أهل المدينة خاصة ودفعها إلى الواجهة حيث أخذت المواجهة بين المدنيين والحكم الأموي المتمثل بيزيد الطابع الصدامي والأكثر دموية.
ولحركة المدينة أسباب كثيرة منها سياسية ومنها اقتصادية واجتماعية، وأهم هذه الأسباب:
- السياسة الأموية التي وضع معاوية بن أبي سفيان خطوطها الأولى كانت وراء الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالمدينة والتي دفعت بها إلى حدود الضيق والفقر (انظر تفاصيل حول هذه السياسة أوردها
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 156
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست