responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 145
عليا وولده؟ فقال: إني أحبهم بمحبة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لهم، وأما نصرتي لمسلم بن عقيل فلم أفعل، وهذا عمرو بن حريث المخزومي يعلم ذلك، وهو شيخ أهل الكوفة يعلم أني كنت في ذلك الوقت لازما لمنزلي. قال: واستحيى عمرو بن حريث أن يشهد على رجل مسلم في ذلك الوقت بين يدي عبيد الله بن زياد فيقتل، غير أنه قال: صدق أيها الأمير لم يقاتل مع مسلم بن عقيل، ولقد كذب عليه في هذا [1] ، فإن رأى الأمير أن لا يعجل عليه فإنه من أبناء المهاجرين. قال: فرفع عبيد الله بن زياد- لعنه الله- قضيبا كان بين يديه فاعترض به وجه المختار فشتر [2] به عينه فصار المختار أشتر في ذلك الوقت، ثم قال: يا عدو الله! لولا شهادة عمرو بن حريث لضربت عنقك. ثم قال: انطلقوا به إلى السجن! قال: فمضوا به إلى السجن.
قال: وبلغ ذلك [3] عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو ختن المختار على أخته صفية بنت أبي عبيد فاغتم لذلك، قال: وجزعت أيضا أخت المختار لحبس أخيها بالكوفة وأيقنت عليه من عبيد الله بن زياد أن يقتله. قال:
[فسألت أخت المختار زوجها عبد الله بن عمر أن يشفع في أخيها، فكتب عبد الله إلى يزيد كتابا يشفع في صهره [4] . فقال يزيد لما قرأ الكتاب: ويشفع أبو عبد الرحمن في صهره فإنه أهل ذلك، فأمر كاتبه فكتب إلى عبيد الله بن زياد: أما بعد فخل سبيل المختار ساعة [5] تنظر في كتابي هذا- والسلام-.
قال: فلما قرأ عبيد الله بن زياد كتاب يزيد بعث إلى المختار وأخرجه من

[1] يذكر سببا آخر لحبس المختار غير الذي نقله المؤلف قال: 5/ 569 فلما كان المختار وقف على باب الفيل مر به هانئ بن أبي حية الوادعي فقال للمختار: «ما وقوفك ها هنا إلا أنت مع الناس ولا أنت في رحلك. قال: أصبح رأيي مرتجأ لعظم خطيئتكم، فقال له: أظنك والله قاتلا نفسك» . وأخبر عمرو بن حريث بذلك ... ثم أخرج المختار إلى عمرو بن حريث وسلم عليه وجلس تحت رايته حتى أصبح. فمشى عمارة بن عقبة بذلك إلى عبيد الله بن زياد.
[2] الشتر: انقلاب جفن العين من أعلى إلى أسفل وتشنجه.
[3] سأل المختار زائدة بن قدامة أن يسير إلى عبد الله بن عمر بالمدينة يسأله أن يكتب له إلى يزيد بن معاوية ليخلي سبيله عبيد الله (عن الطبري) .
[4] نسخته عن الطبري 5/ 571:
أما بعد، فإن عبيد الله بن زياد حبس المختار وهو صهري وأنا أحب أن يعافى ويصلح من حاله، فإن رأيت رحمنا الله وإياك أن تكتب إلى ابن زياد فتأمره بتخليته فعلت. والسلام عليك.
[5] الطبري 5/ 571: حين تنظر.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست