responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 141
بالجلوس. فقال: ما حاجتكم؟ فقالوا: يا أبا القاسم! إنا قد عزمنا على قتال هذا اللعين يزيد بن معاوية، وهذا عبد الله بن الزبير قد بايعناه ونريد منك أن تكون يدك مع أيدينا، فقال محمد بن علي: إذا لا نفعل، قالوا: ولم ذلك؟ قال: لأني قد بايعته وأخذت جائزته ولم أخلعه فأقاتله، فقالوا: ولم بايعته وأنت أنت؟ قال: خوفا منه على نفسي وولدي، وإبقاء على من بقي من أهل بيتي، لأني رأيت أخي الحسين رضي الله عنه قتل فلم آمن يزيد على نفسي، وقد رأيت أخي الحسن بايع معاوية من قبل وأخذ جائزته، والحسن كان أفضل مني، فإن بايعت يزيد كان لي أسوة بأخي، فقالوا: إن أخاك الحسن رأى رأيا، فقال: وأنا رأيت ذلك الرأي الذي رآه أخي، فقالوا: يا هذا إن يزيد رجل يشرب الخمر ويلعب بالكلاب والقرود وقد فسق وكفر [1] ، قال: فقال لهم محمد بن علي: إني قد كنت عنده بالشام مقيما إلى وقت الانصراف عنه فلم أطلع منه على كفر ولا فجور، وأكثر ما ينتهي إليّ من خبره أنه كان يشرب الخمر وقد نهيته عن ذلك وقضيت ما عليّ ولم يؤاخذني ربي بذنبه، فقالوا له [2] : يا هذا! إنه ليأتي من المنكر والفواحش أشياء ولكنه ما يطلعك على ذلك، فقال لهم محمد بن علي رضي الله عنه: فلقد اطلعتم على ذلك منه [3] فو الله لئن كان أطلعكم على ما ذكرتم فأنتم شركاؤه في فعله إذا رأيتم شيئا من المنكر فلم تغيروه، وإن كان لم يطلعكم على شيء من ذلك فقد شهدتم [4] بغير الحق، فاتقوا الله يا هؤلاء في أنفسكم وكفوا عما عزمتم عليه، فإني خائف عليكم أن تسفكوا دمكم في غير حق. قال: فأطرق القوم ساعة [5] ثم قالوا: يا أبا القاسم! لعلك إنما تكره البيعة لابن الزبير لأنك ترى أنك أحق بالبيعة منه، إن كنت إنما تكره ذلك لهذا الشأن فاخرج بنا حتى نبايعك! قال محمد بن علي: لا أستحل القتال تابعا ولا متبوعا.
فقالوا: يا محمد! أنت قاتلت مع أبيك يوم الجمل ويوم صفين ويوم النهروان! قال: فتبسم محمد بن علي ثم قال: ويحكم! وأين تجدون مثل أبي في دهركم

[1] في البداية والنهاية 8/ 255 إن يزيد يشرب الخمر ويترك الصلاة ويتعدى حكم الكتاب.
[2] في البداية والنهاية: قالوا: إن ذلك كان منه تصنعا لك. فقال: والذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إلى الخشوع.
[3] في البداية والنهاية: أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر؟
[4] في البداية والنهاية: شهدتم بما لم تعلموا.
[5] زيد في البداية والنهاية: قالوا: إنه عندنا لحق وإن لم يكن رأيناه. فقال لهم: أبي الله ذلك على أهل الشهادة، فقال: إِلَّا من شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ 43: 86.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست