responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 133
حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم خطب خطبة أبكى منها العيون وأوجل منها القلوب، ثم قال: أيها الناس! من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي، أيها الناس! أنا ابن مكة ومنى وزمزم والصفا، أنا ابن خير من حج وطاف وسعى ولبّى، أنا ابن خير من حمل البراق، أنا ابن من أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، أنا ابن من بلغ به جبريل إلى سدرة المنتهى، أنا ابن من دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى، أنا ابن من صلى بملائكة السماء، أنا ابن فاطمة الزهراء، أنا ابن سيدة النساء! قال: فلم يزل يعيد ذلك حتى ضج الناس بالبكاء والنحيب.
قال: وخشي يزيد أن تكون فتنة، فأمر المؤذن فقال: اقطع عنا هذا الكلام! قال: فلما سمع المؤذن قال: الله أكبر! قال الغلام: لا شيء أكبر من الله، فلما قال: أشهد أن لا إله إلا الله! قال الغلام: يشهد بها شعري وبشري ولحمي ودمي، فلما قال المؤذن: أشهد أن محمدا رسول الله! التفت علي بن الحسين من فوق المنبر إلى يزيد فقال: محمد هذا جدي أم جدك؟ فإن زعمت أنه جدك فقد كذبت وكفرت، وإن زعمت أنه جدي فلم قتلت عترته؟ قال: فلما فرغ المؤذن من الأذان والإقامة تقدم يزيد يصلي بالناس صلاة الظهر. فلما فرغ من صلاته أمر بعلي بن الحسين وأخواته وعماته رضوان الله عليهم، ففرغ لهم دارا فنزلوها وأقاموا أياما يبكون وينوحون على الحسين رضي الله عنه.
قال: وخرج علي بن الحسين ذات يوم، فجعل يمشي في أسواق دمشق، فاستقبله المنهال بن عمرو الصابئ فقال له: كيف أمسيت يا ابن رسول الله؟ قال:
أمسينا كبني إسرائيل في آل فرعون، يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم، يا منهال! أمست العرب تفتخر على العجم لأن محمدا منهم، وأمست قريش تفتخر على سائر العرب بأن محمدا منها، وأمسينا أهل بيت محمد ونحن مغصوبون مظلومون مقهورون مقتّلون مثبورون مطرودون، ف إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ 2: 156 على ما أمسينا فيه يا منهال. قال: ثم أمر لهم يزيد بزاد كثير ونفقة، وأمر بحملانهم [1] إلى المدينة. فلما

[1] في ابن الأثير 2/ 578 لما أراد أن يسيرهم إلى المدينة أمر يزيد النعمان بن بشير أن يجهزهم بما يصلحهم ويسير معهم رجلا أمينا من أهل الشام ومعه خيل يسير بهم إلى المدينة. وانظر الطبري 5/ 462.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست