responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 121
الحسين في وقته ذلك قد نهكته العلة فجعل يقول: ألا! إن هؤلاء يبكون وينوحون من أجلنا فمن قتلنا.
ذكر كلام زينب بنت علي رضي الله عنها
قال خزيمة الأسدي [1] : ونظرت إلى زينب بنت علي رضي الله عنه يومئذ ولم أر حفرة قط أفصح منها كأنها تنطق عن لسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأومأت [2] إلى الناس أن اسكتوا! فارتدت الأنفاس، ثم قالت: الحمد لله وصلواته على أبي محمد رسول الله وعلى آله الطاهرين الأخيار، أما بعد! يا أهل الكوفة! يا أهل الختل والخذل! [أتبكون] [3] فلا رقت لكم دمعة، إنما مثلكم كمثل التي «نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم» [ألا] [3] بئس ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم، وفي العذاب أنتم خالدون أتبكون وتنتحبون! أي والله فابكوا كثيرا [4] واضحكوا قليلا، كل ذلك بانتهاككم حرمة ابن خاتم الأنبياء وسيد شباب أهل الجنة غدا وملاذ حضرتكم ومفزع نازلتكم ومنار حجتكم ومدرة سنتكم، ألا ساء ما تزرون، وبعدا لكم وسحقا! فلقد خاب السعي، وتبّت الأيدي، وخسرت الصفقة، وتوليتم بغضب الله، وضربت عليكم الذلة والمسكنة، [أتدرون] [5] ويلكم يا أهل الكوفة! أي كبد [6] لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم فريتم وأي دم له سفكتم، وأي حريم له ورثتم! وأي حرمة له انتهكتم لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا 19: 89- 90 [7] لقد جئتم بها خرقاء شوهاء طلاع الأرض أفعجبتم إن أمطرت [8] السماء دما! ولعذاب الآخرة أخزى وأنتم لا تنصرون. فلا يستخفنكم المهل ولا يحقره البدار، ولا يخاف [عليه] فوت الثأر، كلا! إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ 89: 14. قال خزيمة [9] : فو الله! لقد رأيت

[1] عن الدر المنثور في طبقات ربات الخدود، وبالأصل: بشر بن حريم.
[2] بالأصل: «أومت» .
[3] زيادة عن المقتل.
[4] بالأصل: طويلا.
[5] زيادة عن المقتل.
[6] في الأصل: «كيد» خطأ.
[7] سورة مريم الآية 89 و 90.
[8] بالأصل: «فطرت» وما أثبت عن الدرر المنشور.
[9] بالأصل: «بشر» وقد تقدمت الإشارة إليه في بداية كلام زينب بنت علي (رض) .
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 5  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست