responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 4  صفحه : 331
إذا لضربتم حتى تعودوا ... بمكة تلطعون [1] بها السخينا
حثينا الخيط حتى لو سقينا [2] ... دماء بني أمية ما روينا
ضعوا كلبا على الأعناق منا ... وسرّحكم أصاغر ورّثونا
هبونا لا نريدكم بسوء ... ولا نعصيكم ما تأمرونا
فأولوا بالسداد فقد بقينا ... لحلفكم عنادا مفترينا
بنيت ملككم فإذا أردتم ... بنا الصلعاء قلتم محسنينا
لقد ضاعت رعيتكم وأنتم ... تصيدون الأرانب غافلينا
فبلغ ذلك معاوية فقال: ما ترك ابن همام شيئا، ذكر الحرم وعيرنا بالسخينة، ما له إلا يخرجنا من جنتنا. قال: ثم وجه إليه معاوية ببدرة، فلما وصلت إليه شكرها لمعاوية ثم كتب إليه بهذه الأبيات:
أتاني كتاب الله والدين قائم ... وبالشام أن لا فيه حكم [ولا] عدل
أريد أمير المؤمنين فإنه ... على كلّ أحوال الزمان له الفضل
فهاتيكم الأنصار يرجون فضله ... وهلّاك أعراب أضرّ بها المحل
ومن بعدها كنا عباديد شرّدا ... أقمت قناة الدين واجتمع الشمل
فأيّ أناس أثقلتهم جناية ... فما انفكّ عن أعناقهم ذلك الثقل
أبو خالد أخلق به أن يصيبنا ... بسجل من المعروف يتبعه سجل
هو اليوم ذو عهد وفينا خليفة ... إذا فارق الدنيا خليفتنا الكهل
قال: ولم يزل معاوية يروض الناس على بيعة يزيد ويعطي المقارب ويداني المتباعد حتى مال إليه أكثر الناس وأجابوه إلى ذلك [3] .
قال: ثم أرسل إلى عبد الله بن الزبير فدعاه ثم شاوره في أمر يزيد، فقال له:
يا أمير المؤمنين! أنا أناجيك ولا أناديك [4] ، وإن أخاك من صدقك، فانظر قبل أن

[1] مروج الذهب: تلعقون.
[2] مروج الذهب:
خشينا الغيظ حتى لو شربنا.
[3] قال أبو الحسن المدائني أن معاوية وبعد موت زياد بن أبيه سنة 53 هـ، أظهر عهدا مفتعلا فقرأه على الناس فيه عقد الولاية ليزيد ابنه بعده، وإنما أراد أن يسهل بذلك بيعة يزيد (العقد الفريد 4/ 344) .
[4] العقد الفريد: أني أناديك ولا أناجيك.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 4  صفحه : 331
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست