responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 2  صفحه : 534
عليك بيعتي خطيئتك في عثمان، وإنما كان أهل الحجاز هم الحكام على الناس حين صار الحق فيهم، فلما تركوه صار أهل الشام هم الحكام على أهل الحجاز وغيرهم من الناس، ولعمري ما حجتك عليّ كحجتك على طلحة والزبير، ولا حجتك على أهل الشام كحجّتك على أهل البصرة! ولأن طلحة والزبير قد كانا بايعاك ولم أبايعك، وبايعك [1] أهل البصرة ولم يبايعك أهل الشام، وأما فضلك في الإسلام وقرابتك من الرسول صلّى الله عليه وسلّم وموضعك من بني هاشم فلست أدفعه- والسلام-.
قال: ثم دعا معاوية بشاعر أهل الشام واسمه كعب بن جعيل الثعلبي، فقال له: قل أبياتا من الشعر واثبتهم في هذا الكتاب! فأثبت في آخره أبياتا مطلعها [2] :
أرى الشام تكره أهل [3] العراق ... وأهل العراق لهم كارهونا
إلى آخرها.
قال: فلما انتهى الكتاب إلى علي رضي الله عنه وقرأه كتب إلى معاوية [4] : أما بعد! فإنه أتاني كتاب امرئ ليس له هاد يهديه ولا قائد يرشده [5] ، دعاه الهوى فأجابه وقاده الغي فاتبعه، زعمت أنه إنما أفسد عليك بيعتي خطيئتي في عثمان، ولعمري ما كنت إلا رجلا من المهاجرين! أوردت كما أوردوا، وأصدرت كما أصدروا، وما كان الله ليجمعهم على ضلال ولا يضربهم بعمى، وأما ما زعمت أن أهل الشام هم الحكام على أهل الحجاز، فهات رجلين من قريش الشام يقبل الشورى أو تحل لهما الخلافة، فإن زعمت ذلك كذبك المهاجرون والأنصار، وإلا فأنا آتيك بهم من قريش الحجاز، وأما ما ميزت بينك وبين طلحة والزبير وبين أهل البصرة وأهل الشام، فالأمر [6] في ذلك إليّ واحد، لأن بيعة العامة لا يستثني فيها النظر [7] ولا يستأنف فيها الخبر [7] ، وأما فضلي في الإسلام وقرابتي من

[1] في الكامل للمبرد: لأن أهل البصرة أطاعوك، ولم يطعك أهل الشام.
[2] الأبيات في الأخبار الطوال ص 160- والكامل للمبرد 1/ 424 ووقعة صفين ص 56- 57.
[3] في المصادر: ملك.
[4] نسخة الكتاب في الكامل المبرد 1/ 428 ووقعة صفين 57- 58 والعقد الفريد 4/ 333- 334 والإمامة والسياسة 1/ 122. باختلاف النصوص وزيادة.
[5] قوله: يهديه معناه يقوده، والهادي هو الذي يتقدم ويدل.
[6] وقعة صفين: ما الأمر فيما هناك إلا واحد. وعند المبرد: إلا سواء.
[7] عند المبرد: الخيار، ولا يستأنف فيها النظر.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 2  صفحه : 534
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست