responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 2  صفحه : 535
الرسول صلّى الله عليه وسلّم وموضعي من بني هاشم فلو استطعت دفعه لفعلت- والسلام-.
قال: ثم دعا بشاعره [1] فقال: أجب كعب بن جعيل على شعره، فأثبت في الكتاب أبياتا مطلعها:
عرفنا معاوي ما لم يكونا [2] ... فقد حقق الله ما تحذرونا
إلى آخرها.
قال: فلما ورد كتاب علي رضي الله عنه على معاوية كتب إليه معاوية [3] : أما بعد! فاتق الله يا عليّ ودع الحسد ولا تفسدن سابقة قدمك في الإسلام بشرّة [4] حديثك فإن الأعمال بخواتيمها، ولا تلحدنّ بباطل من حق من لا حق له، فإنك إن تفعل ذلك لن تضر إلا نفسك ولا تمحق إلا عملك [5] ، ولعمري ما مضى لك من السوابق الحسنة لحقيقة أن تردعك عما قد اجترأت عليه من سفك الدماء وخلاف أهل الحق عن الحل والحرام، فاقرأ سورة الفلق وتعوذ بالله من شر ما خلق ومن شر نفسك والحاسد إذا حسد، أقبل الله بقلبك وأخذ ناصيتك وعجل توفيقك فإني أسعد الناس بذلك- والسلام-.
قال: فكتب إليه عليّ: من عبد الله أمير المؤمنين إلى معاوية بن صخر، أما بعد! قد أتاني كتابك ليس ببعيد الشبه منك حملك على الوثوب على ما ليس لك بحق، ولولا ما قد علمت من علمي بذلك وبما قد سبق فيك من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مما لا مرد له دون إنفاذه إذا لوعظتك، ولكن عظتي لا تنفع من قد حقت عليه كلمة العذاب، ولن يخاف العقاب، ولم يرجع لله وقارا، ولم يحف له جدارا، فشأنك وما أنت عليه من الضلالة والحيرة والجهالة، تجد الله عزّ وجلّ في ذلك بالمرصاد من

[1] في الأخبار الطوال: النجاشي بن الحارث.
[2] في الأخبار الطوال: دعن معاوي ما لن يكونا، وفي وقعة صفين: دعن يا معاوي.
الأبيات في الأخبار الطوال ص 160- 161 وقعة صفين 58- 59 الكامل للمبرد 1/ 428 وبعده في المصادر:
أتاكم علي بأهل الحجاز ... وأهل العراق فما تصنعونا
[3] وقعة صفين ص 110.
[4] وقعة صفين: بشره نخوتك.
[5] وقعة صفين: ولا تبطل إلا حجتك.
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 2  صفحه : 535
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست