responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 2  صفحه : 376
قال: ثم أمر مروان بن الحكم أن يخرج أبا ذر من المدينة على بعير بغير وطاء، وتبعه جماعة من الناس يشيعونه ويحزنون لحزنه، منهم علي بن أبي طالب والحسن والحسين رضي الله عنهم وعمار بن ياسر والمقداد بن الأسود وعيينة بن عباس [1] . قال: وتقدم علي رضي الله عنه إلى أبي ذر فجعل يعزيه فيما قد نزل به ويأمره بالصبر والاحتساب إلى وقت الفرج. قال: وتقدم مروان بن الحكم إلى علي رضي الله عنه فقال: أليس قد أمر أمير المؤمنين أن لا يخرج أحد مع هذا الشيخ ولا يشيعه أحد من الصحابة؟ قال: فرفع علي رضي الله عنه قضيبا [2] كان في يده فضرب به بين أذني بعير مروان، ثم قال: إليك عنا يا ابن الزرقاء! أمثلك يعترض علينا في الذي نصنع.
قال: فرجع مروان إلى عثمان فأخبره بذلك، ومضى أبو ذر حتى صار إلى الربذة، ورجع علي رضي الله عنه ومن معه إلى المدينة، فأرسل إليه عثمان فدعاه، فقال: ألم آمر أن لا تشيع أبا ذر؟ فلم شيعته أنت وغيرك؟ فقال علي رضي الله عنه: ليس كل ما تأمر به أنت يجب أن نقبل وإن كان غير صواب! فقال عثمان: هذا مروان يذكر أنك ضربت بين أذني بعيره وشتمته، فأرضه من حقه! فقال علي رضي الله عنه: هذا بعيري فليضرب بين أذنيه كما ضربت بين أذني بعيره، وأما الشتيمة فوالله لئن شتمني مروان لا شتمته، لأن مروان ليس لي بكفوء فأشاتمه. ثم وثب علي رضي الله عنه من عند عثمان مغضبا حتى صار إلى منزله [3] .
قال: ولم يزل أبو ذر مقيما بالربذة يغشاه الصادر والوارد من الحاج وغيرهم فيعرضون عليه الحوائج فلا يقبل من أحد شيئا إلى أن حضرته الوفاة.
ذكر وفاة أبي ذر بالربذة رضي الله عنه
قال: فلما حضرت أبا ذر الوفاة جعلت امرأته [4] أم ذر تبكي تحت رأسه فقال

[ () ] وفي مروج الذهب 2/ 376 واليعقوبي 2/ 172 أن عثمان فرض عليه مغادرة المدينة إلى الربذة.
[1] في مروج الذهب واليعقوبي: عبد الله بن جعفر، وفي مروج الذهب: عقيل أخو علي بن أبي طالب. ولم يرد ذكر المقداد فيهما.
[2] عند المسعودي واليعقوبي: السوط.
[3] انظر مقالة علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما في مروج الذهب 2/ 377- 378.
[4] في تاريخ اليعقوبي 3/ 173 ابنته. (الطبري 5/ 80) .
نام کتاب : الفتوح لابن اعثم نویسنده : ابن أعثم    جلد : 2  صفحه : 376
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست